ilboursa.com

 

 

تؤكد مؤشرات دولية وصول سعر برميل النفط إلى مستويات تاريخية وأزمة طاقة تلوح في الأفق بسبب النزاع بين الميان الصهيوني وإيران قد يصل الى مستوى 150 دولارا للبرميل.

وبحسب تقارير إعلامية دولية تتوقف هذه الفرضية بصورة كبيرة على مصير مضيق هرمز، الشريان الحيوي الذي يمر عبره نحو 30 بالمائة من إمدادات النفط العالمية.

وقد شهدت أسعار النفط قفزات حادة أخيراً، إذ سجل خام "برنت" مكاسب بنسبة 5.5 بالمائة، ليستقر فوق 76 دولاراً للبرميل، فيما ارتفع خام "غرب تكساس الوسيط" إلى ما يقارب 75 دولاراً، وجاء هذا الارتفاع عقب ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع إيرانية، أبرزها مجمع "جنوب بارس" للغاز.

وعلى رغم أن التأثير المباشر في صادرات الغاز الإيرانية كان محدوداً، فإن هذه الأحداث زادت من حال عدم اليقين في الأسواق، وأدت إلى إلغاء محادثات نووية إيرانية أميركية، مما فاقم التوتر، وانعكس هذا التصعيد على الأسواق المالية، إذ ارتفع النفط بأكثر من 13 في المئة لفترة وجيزة، وهرع المستثمرون إلى الملاذات الآمنة كالذهب.

وأفاد محللون بأن ارتفاع أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار للبرميل سيكون "نتيجة شبه مؤكدة" في حال إغلاق مضيق هرمز، وأضافوا أن السعودية، على رغم امتلاكها بدائل استراتيجية، ستواجه تحديات كبيرة تتعلق باستقرار الأسواق العالمية، وأكدوا أن تأثير إغلاق المضيق سيكون كارثياً، ليس فحسب في دول مثل الكويت وقطر والبحرين التي تعتمد عليه كلياً، بل على الأسواق العالمية بأسرها.

ويرى المحلل في شركة "ريستاد إنرجي" موكيش ساهديف أن "الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز من قبل إيران يظل أهم حدث قد يغير قواعد اللعبة بالنسبة إلى أسواق النفط".

من جانبه يؤكد المحلل الأمني رياض قهوجي أن تهديدات طهران بإغلاق هرمز ليست جديدة، وتستخدم "كأداة ضغط"، مشيراً إلى أن دول الخليج، ومنها السعودية والإمارات، اتخذت خطوات استباقية لضمان استمرارية صادراتها بعيداً من المضيق، كإنشاء خطوط أنابيب بديلة.

وفي الاثناء تشارك المؤسسات المالية الكبرى هذه المخاوف، فقد قالت مؤسسة "جي بي مورغان" إن "التصعيد الحالي في الشرق الأوسط قد يعيد سيناريوهات ارتفاع أسعار النفط إلى ما فوق 85 دولاراً للبرميل، حال تضررت تدفقات النفط عبر الخليج العربي بصورة مباشرة"، بينما أكدت شركة "غولدمان ساكس" أن "مضيق هرمز سيظل العامل الأكثر حساسية للأسواق، وإذا تم تهديد الإمدادات فعلياً فإن الأسواق ستشهد قفزات سعرية كبيرة قد يصعب احتواؤها".

وفي ظل هذه المعطيات لا يبدو وصول أسعار النفط العالمية إلى 150 دولاراً للبرميل سيناريو مستبعداً على الإطلاق، بل قد يصبح واقعاً في حال تدهور الأوضاع الجيوسياسية بصورة أكبر، فمع امتلاك السعودية لبنية تحتية قوية وبدائل استراتيجية، إلا أنها لن تكون بمنأى عن تداعيات "أزمة طاقة عالمية" محتملة إذا ما أغلق مضيق هرمز أو تعرضت الإمدادات الرئيسة لخلل كبير.

 

تم النشر في 18/06/2025

الأكثر قراءة