يُنتظر أن يتحول محافظ البنك المركزي التونسي فتحي زهير النوري الثلاثاء القادم 22 افريل 2025 الى واشنطن للمشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي التي ستنطلق اشغالها بداية من الاثنين 21 افريل لتستمر الى غاية يوم 26 افريل الجاري تحت شعار "السبيل الى الرخاء".
وتأتي مشاركة النوري في هذه الاجتماعات بوصفه ممثلا للجمهورية التونسية في مجلس محافظي صندوق النقد الدولي. ووفق المعلومات التي تحصل عليها "البورصة عربي" ينتظر أيضا أن يشارك سمير عبد الحفيظ وزير الاقتصاد والتخطيط في اجتماعات الربيع في البنك الدولي بوصفة أيضا ممثلا للجمهورية التونسية في مجلس محافظي البنك العالمي.
ومن المتوقع ان يكون لأعضاء الوفد التونسي لقاءات مع كبار مسؤولي بعض المؤسسات المالية الإقليمية والدولية بالإضافة إلى لقاءات أخرى مع عدد من نظراءهم من بلدان صديقة وشقيقة.
وستوفر هذه اللقاءات فرصة لاطلاع الشركاء على التوجهات الإصلاحية للحكومة التونسية الرامية الى الرفع من نسق النمو الاقتصادي والمحافظة على التوازنات المالية وتحسين الأوضاع الاجتماعية، وذلك في إطار رؤية تونس الاستراتيجية 2035
كما ستكون اللقاءات مناسبة للتباحث حول الإمكانيات المتاحة لمزيد تعزيز التعاون خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تواجه فيها كافة دول العالم ولاسيما الدول النامية عديد الصعوبات، الاقتصادية والمالية والاجتماعية، فضلا عن التحديات المستجدة في الآونة الأخيرة في علاقة بالتغيرات المناخية والطاقة والأمن الغذائي والرسوم الجمركية الجديد للولايات المتحدة الامريكية.
هذا وسيحضر أعضاء الوفد الجلسات الرسمية ومختلف اجتماعات المحافظين، إضافة إلى الندوات وحلقات النقاش المزمع تنظيمها على هامش الاجتماعات السنوية حول مواضيع هامة وحيوية في علاقة بتحديات وافاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ورهانات التنمية المستدامة في العالم.
وعلى الرغم من قطع العلاقة بين تونس وصندوق النقد الدولي ووقف كل اشكال التعاون خاصة منه المالي والفني منذ أكثر من ثلاث سنوات فان حضور محافظ البنك المركزي في اجتماعات الربيع لصندوق النقد تنخرط ضمن المشاركة الرمزية والدبلوماسية.
يشار الى ان رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد كان قدد رفض بشكل قطعي برنامج صندوق النقد الدولي تجاه تونس وما اعتبره املاءات وشروط لا يمكن القبول بها لما قد يؤثر على السلم الاجتماعي في البلاد.
ويشترط صندوق النقد الدولي على تونس برنامج إصلاحي يرتكز بالأساس على اصلاح المؤسسات العمومية وإصلاح منظومة دعم الكهرباء والمحروقات في اتجاه التخلي نهائيا عن الدعم في افق سنة 2026.
وكانت تونس وصندوق النقد الدولي قد توصلا في منتصف أكتوبر من سنة 2022 الى اتفاق الخبراء بشان برنامج الإصلاحات الاقتصادية في البلاد يتم بمقتضاه حصول تونس على قرض من الصندوق بقيمة 1.9 مليار دولار شريطة الالتزام بتنفيذ البرنامج الإصلاحي بحذافيره. وخلال اجتماعات الربيع يلتقي قادة العالم ومسؤولون من الحكومات وممثلو المجتمع المدني ورواد من قطاع الصناعة لصياغة مستقبل التعاون الدولي
وتُعقد اجتماعات الربيع السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي في واشنطن العاصمة خلال الفترة من 21 إلى 26 أفريل 2025، و تُعد هذه الاجتماعات منصة عالمية حيوية تجمع محافظي البنوك المركزية، وزراء المالية، وممثلي القطاع الخاص، والمجتمع المدني، والأكاديميين لمناقشة التحديات الاقتصادية الملحة، بما في ذلك الاستقرار المالي، النمو الاقتصادي، التجارة الدولية، ومكافحة الفقر.
في عام 2025، تكتسب الاجتماعات أهمية استثنائية بسبب أزمة التعريفات الجمركية، التوترات الجيوسياسية والجيو-اقتصادية، وسياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، إلى جانب قضايا أخرى مثل تغير المناخ، التحول الرقمي، وأزمة الديون في الاقتصادات النامية.
م. الزغلامي
تم النشر في 18/04/2025