من المرجح ان تبلغ صابة الحبوب لتونس لهذا العام في حدود 20 مليون قنطار مقابل 16 مليون قنطار في الموسم الفارط وفق ما تحصلت عليه "البورصة عربي" من معلومات من مصادر فلاحية رسمية.
وتأتي هذه الصابة المحترمة في ظل جملة من المؤشرات الموضوعية بشأن تقدم سير موسم الزراعات الكبرى بسبب العوامل المناخية الملائمة لهذا العام بتهاطل كميات محترمو من الامطار خلال الموسم الفلاحي الحالي.
وامام الصابة المحترمة المتوقع حصادها بداية من الأيام الأولى لشهر جوان ا وخاصة القمح الصلب واللين، شرعت مصالح وزارة الفلاحة في الاعداد الجيد لموسم الحصاد خاصة من حيث تثمين المنتوج والتقليص من الضياع ولا سيما الاشتغال على تجميع أكبر عدد من الكميات.
ويكتسي قطاع الحبوب في تونس بعدا استراتيجيا هاما والذي يندرج ضمن الأمن الغذائي الوطني في ظل الأزمة التي يعيشها العالم اليوم، وأن الاجراءات المتخذة هذا الموسم لفائدة القطاع بالزيادة الهامة في الأسعار عند الانتاج ما هي إلا نتيجة للحرص على تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة القمح الصلب والتقليص من الواردات.
ووفق المعطيات المتحصل عليها، بلغت المساحات المحصودة حوالي 1 مليون هك مع تسجيل تحسن الحالة العامة للمزروعات التي تحسنت بصفة ملحوظة بعد أمطار شهر مارس حيث بلغت المساحات التي حالتها حسنة حوالي 40 بالمائة و30 بالمائة فوق المتوسطة وهو ما يعكس توقعات انتاج طيبة لهذا الموسم الامر الذي يتطلب وفق المعطيات ذاتها تعزيز عملية تأطير الفلاحين ومتابعة الحالة الصحية.
ومن ضمن خطة العمل التي يتم الاشتغال عليها على مستوى وزارة الفلاحة لضمان حسن سير موسم الحصاد، وضع برنامج لتعديل أكبر ما يمكن من آلات الحصاد وتكوين السائقين، تأمين المزارع من الحرائق وتنظيف ومسح حواشي الطرقات بالتنسيق مع مصالح وزارة التجهيز والإسكان الى جانب وحل الاشكاليات المتعلقة بتمويل موسم التجميع وخاصة بالنسبة للشركات التعاونية واصدار الأوامر الموسمية المتعلقة بتعيين سعر الحبوب وبكيفية دفع أثمانها وخزنها واحالتها ومراجعة المنح والهوامش المخولة على تجميع الحبوب تماشيا مع الزيادة في أسعار الحبوب عند الانتاج.
وبلغت المساحات المبذورة حبوب لموسم 2021/2022 حوالي 1 مليون هك من جملة 1 مليون و253 ألف هكتار مبرمجة أي بنسبة 81 بالمائة مقابل 1.1 مليون هك بالنسبة للموسم الفارط. وكان وزير الفلاحة محمود الياس حمزة كان قد أعلن عن البرنامج الاستراتيجي لتحقيق الاكتفاء الذّاتي من القمح الصّلب انطلاقا من الموسم المقبل 2022/2023.
وأوضح انه الوزارة أخذت كافّة التدابير اللاّزمة واستعدّت أتمّ الاستعداد لإنجاح موسم الزراعات الكبرى والحصاد 2021/ 2022، مبيّنا أنّ الحكومة التونسيّة وضعت برنامجا استراتيجيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب انطلاقا من الموسم المقبل.
وأفاد أنّ مختلف الإجراءات المتخذة لإنجاح البرنامج الاستراتيجي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب شملت جميع حلقات المنظومة الفلاحيّة وأنّه تمّ الانطلاق فيها بداية من هذه السّنة من خلال التّرفيع في تسعيرة قبول الحبوب واقرار حزمة فنيّة متكاملة ترتكز على توفير المستلزمات الفلاحية من بذور وأسمدة وأدوية وغيرها الى جانب وضع برنامج تمويل داعم للفلاحة وبرنامج إحاطة شاملة بمهنيي القطاع من الفلاّحين،
وقد شدّد وزير الفلاحة على أهميّة الترابط بين البحث العلمي والتعليم العالي والنسيج المؤسساتي والتقنيين والمهندسين في إدخال تقنيات جديدة على المجال الفلاحي وتطوير الإنتاج والإنتاجية.
يشار الى ان الحرب الدائرة رحاها بين روسيا واوكرانية منذ 23 فيفري 2022 ستؤثر جليا على نسق انتاج القمح في البلدين وخاصة اوكرانيا التي تزود العديد من الدول ومنها تونس لثمنه المناسب لا سيما وان انتاج القمح في أوكرانيا سيتقلص بسبب الحرب ما سيؤثر على نسق التصدير.
وتستورد تونس حوالي 60 بالمائة من وارداتها من القمح اللين خاصة من روسيا واوكرانيا. وكانت وزارة الفلاحة قد اكدت في بيان لها ابان اندلاع الخرب في منطقة البحر الأسود أنها أمَنت مخزونا من القمح حتى جوان المقبل.
وذكرت الوزارة، في منشور على صفحتها عبر فيسبوك إنّ "حاجيات البلاد من الحبوب مؤمَنة حتى نهاية ماي المقبل بالنسبة للقمح الصلب والشعير، وإلى نهاية جوان بالنسبة للقمح الليّن".
وقالت الوزارة في بيانها إن تونس "ستكون خلال هذه المرحلة في منأى عن الاضطرابات الناتجة عن الصراعات بمنطقة حوض البحر الأسود، باعتبار أن المُزودين قاموا بالتحول لمصادر أخرى مثل الأرجنتين والأوروغواي وبلغاريا ورومانيا بالنسبة للقمح اللّين أساسا، وفرنسا بالنسبة لشعير العلف".
وأكد البيان على أن "كل الجهود متجهة خلال هذه الفترة لتأمين وصول الشحنات المتعاقد عليها إلى الموانئ التّونسية". ويبلغ استهلاك تونس من الحبوب 34 مليون قنطار
مهدي الزغلامي
تم النشر في 20/04/2022