تزامنت الحرب المندلعة في أوكرانيا مع عودة حركة السياحة العالمية إلى سالف نشاطها بعد تراجع تأثيرات جائحة كورونا وانتعاشة الحجوزات، لكن هذه العودة عاودت الارتباك مرة أخرى خاصة وأن السياحة تعد قطاعا سريع التأثر باي أزمة سواء كانت أمنية أو صحية.
وكمثيلاتها في العالم سيكون لهذه الحرب تأثير مباشر على السياحة في تونس خاصة مع تراجع واضح للحجوزات من أسواق أوروبا الشرقية وأساسا روسيا وبولونيا وتشيكيا فاق الـ70 بالمائة، وهي اسواق هامة لتونس وفق ما أكده لـ"البورصة عربي" رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار جابر بن عطوش.
وتعد السوق الروسية ثاني أكبر سوق في أوروبا بعد السياح الفرنسيين وقد بلغ عدد السياح الروسيين الوافدين على تونس سنة 2019 حوالي 700 ألف سائح فيما قدرت توقعات أن يتجاوز عدد السياح القادمين من روسيا لهذه السنة الـ400 ألف سائح.
ويضيف بن عطوش أن تأثيرات الحرب لن تشمل أسواق أوروبا الشرقية فقط بل ستطال أيضا الأسواق التقليدية لتونس مثل السوق الفرنسية والانقليزية والألمانية حيث تم تسجيل تباطؤ ملحوظ في نسق الحجوزات من هذه الأسواق، مطمئنا إلى أنه رغم تراجع الحجوزات إلا أنه لم يتم تسجيل الغاءات لحد اللحظة.
ويشير رئيس جامعة وكالات الاسفار إلى أن تونس كانت تستعد لانطلاقة الموسم السياحي بعد أزمة كوفيد-19 والتي تواصلت لحوالي سنتين وكان لها تأثير كبير على الإيرادات السياحية وتدفق السياح، وكانت التوقعات تشير الى إمكانية بلوغ 50 بالمائة من حجم التدفقات السياحية التي سجلتها تونس سنة 2019 والتي تجاوزت 9 ملايين سائحا.
ولاحظ أن الأزمة الروسية الاكرانية ورغم تأثيراتها المتوقعة على السياحة الوافدة إلى تونس، سيكون لها تأثيرات على سفر التونسيين إلى الخارج مع تأثر الأسواق التقليدية في العالم من حيث التخوفات على مستوى تحويلات العملة عبر نظام سويفت المصرفي والذي تحول لوسيلة لمعاقبة روسيا وهو الذي يعد أهم وسيلة لتحويل الأموال الخاصة بالرحلات المنظمة باعتبار أن عديد التحويلات ستتوقف.
أمير البجاوي
تم النشر في 16/03/2022