ilboursa.com

تضاعفت إيرادات المياه في السدود التونسية خلال اليومين الاخيرين بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها تونس خلال نهاية الاسبوع لتصل إلى حوالي 63 مليون متر مكعب إذ تم تسجيل ايرادات بـحوالي 30 مليون متر مكعب خلال اليومين الفارطين، وفقا للنشرة اليومية لوضعية السدود التي تصدرها الإدارة العامة للسدود والأشغال المائية التابعة لوزارة الفلاحة.

واستقبل سد ملاق أكبر نسبة من الايرادات خلال يوم 24 اكتوبر بأكثر من 5 مليون متر مكعب في يوم واحد يليه سد سجنان بـ4.97 مليون متر مكعب ثم سد سيدي البراق بـ4.7 مليون متر مكعب.

ورغم الأمطار التي شهدتها تونس يبقى معدل الايرادات بالنسبة لهذا الموسم (من 1 سبتمبر إلى 25 اكتوبر 2021) ضعيفا مقارنة بمعدل هذه الفترة والذي يصل لحوالي 159 مليون متر مكعب أي بفارق يزيد عن 96 مليون متر مكعب. واستحوذت سدود الشمال على معظم الايرادات (29.011 مليون متر مكعب) خاصة وأن الأمطار شملت هذه المناطق بينما كانت ضعيفة في بقية المناطق

وارتفعت نسبة امتلاء السدود في تونس بعد هذه الأمطار من 28 بالمائة إلى غاية 21 أكتوبر 2021، لتصل إلى 29.5 بالمائة بتاريخ 25 اكتوبر2021، ليبلغ مخزون السدود من الماء حاليا حوالي 682 مليون متر مكعب في حين بلغ معدل المخزون إلى حدود هذه الفترة خلال الثلاث سنوات الماضية حوالي 1135 مليون متر مكعب أي بتراجع بحوالي 453 مليون متر مكعب.

وتشهد تونس منذ سنوات تراجع في معدلات مخزون السدود بسبب شح الامطار وتزايد الطلب على المياه بشقيها الري والشرب إضافة الى عدم حوكمة التصرف فيما هو متاح داخل السدود او مياه الامطار. ويحذر خبراء في المياه والتساقطات المطرية من شح الموارد المائية لتونس وهو ما سبب انقطاعات متتالية للمياه الصالحة للشرب خلال هذه الصائفة وقطع المياه بصفة دورية عن بعض الجهات والأماكن مع ارتفاع الطلب على المخزون المائي.

كما تعاني تونس من نقص في الإيرادات المائية مقارنة بالمعدلات السنوية، حيث لم تتجاوز نسبة الامتلاء 40 بالمئة لإجمالي 37 سدّاً مستغلاً في البلاد. 

ومن المنتظر أن ينطلق موسم الزراعات السقوية في ظروف صعبة بسبب الظروف المناخية الصعبة ، رغم القيام بجهود لضمان تواصل توزيع مياه الري مع المحافظة على انتظام مياه الشرب، ومؤشرات على امكانية تهاطل الأمطار خلال الأيام القادمة بكميات وافرة.

وتأثر مخزون المياه بسبب تأثير موسمين من الجفاف عاشتهم تونس ما تسبب في نقص إيرادات المياه معدل تعبئة للسدود 41 بالمائة فقط خلال العامين الماضيين، وتمر تونس اليوم بأدنى مستويات امتلاء السدود وهو ما أضحى يهدد الأمن الغذائي لتونس، مع تواصل انحباس الأمطار وارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات قياسية، فيما يشهد منسوب المياه في السدود تراجعاً يومياً، ليسيطر القلق على الفلاحين من دخول العطش عامه الثالث.

حسام الطريقي

تم النشر في 25/10/2021

الأكثر قراءة