ilboursa.com

 

 

في الوقت الذي سجَل فيه سعر صرف الدينار أمام الدولار تحسنا لافتا خلال النصف الأول من هذه السنة قفز سع صرف الدينار امام العملة الأوروبية الأورو الى مستوى قياسي الى 3.400 دينار في سوق التعاملات البنكية وفق ما ورد في الموقع الرسمي للبنك المركزي التونسي.

ويُعد هذا المستوى تقريبا الثاني من نوعه في سعر صرف العملة المحلية بالأورو اذ وصل في جويلية من سنة 2023 الى نفس المستوى. وتفاجأ التونسيون بالصعود اللافت لسعر صرف اليورو أمام الدينار ليصل إلى مستوى قياسي ويصبح في السوق البنكية بـ3.400 دينار لليورو الواحد، إذ زادت قيمة العملة الأوروبية الموحدة بنسبة 1.6 في المئة منذ بداية العام الحالي.

وسجل اليورو الرقم القياسي الأول في 19 من أفريل 2019 عندما تخطى عتبة 3.3 دينار في ذهول كبير للأوساط المالية التونسية التي أطلقت جرس إنذار في شأن التداعيات غير المحمودة لهذا التراجع للعملة التونسية.

وانطلق مسار المنحى التنازلي للعملة الوطنية منذ 2011 بعد أن كان سعرها لا يتجاوز 1.33 دينار مقابل الدولار في جانفي 2010 وتراجع إلى 1.51 دينار في مارس 2012، ثم إلى 1.66 دينار في ديسمبر 2013، وصولاً إلى 1.72 دينار في جويلية 2014، ليأخذ منحى خطراً منذ عام 2015، إذ تهاوى إلى 1.93 دينار في فيفري، ثم 2.2 دينار في اوت 2016، و2.42 دينار في جويلية 2017، ليصل إلى 3.02 دينار في أفريل 2019، مما مثل دافعاً للمخاوف الحالية باقترابه من هذا السقف وهو 2.901 في الوقت الراهن، وفق المؤشرات المالية للبنك المركزي التونسي.

وعن تداعيات هذا التراجع في قيمة سعر صرف الدينار امام العملة الأوروبية الموحدة فان هذا التطور في سعر صرف الدينار مقابل اليورو على مستوى الميزان التجاري يعد أمراً إيجابياً لأن الاتحاد الأوروبي يستوعب أكثر من 70 بالمائة من الصادرات التونسية، مما يعني أن تونس ستغنم أكثر بالدينار بينما واردات البلاد من الاتحاد الأوروبي تبلغ 43.8 بالمائة فقط.

كما أن معظم واردات تونس، بخاصة المواد الأساسية والمحروقات تكون بالدولار، مما يعني أن الكلفة ستكون أقل من اليورو، بالتالي فإن الميزان التجاري في الأقل سيغنم نسبياً فيساعد على تحسين ميزان الدفوعات.

ومن جهة أخرى، فان أن إجمال ديون تونس بفعل سعر الصرف تظهر أن أكثر 60 بالمائة من قائمة الديون التونسية الخارجية باليورو، وبالتالي فإن هذا الارتفاع سيجعل حجم تداين الدولة يقفز على رغم أن البلاد لم تحصل على قروض هامة خلال العام الحالي.

وفي هذا الإطار أن زيادة سعر صرف اليورو أمام الدينار ستؤثر في تسوية ديون تونس في ظل الحظر الدولي على نفاذ البلاد إلى قروض المؤسسات المالية العالمية.

وفي المقابل إن ارتفاع قيمة اليورو أمام الدينار ستخدم بشكل مهم تحويلات التونسيين المقيمين بالخارج المتمركزين اساسا في أوروبا (نحو 1.8 مليون تونسي) بربح بعض النقاط وتحصيل عائدات أعلى على مستوى الدينار.

وفي هذا الإطار فان عائدات التونسيين بالخارج وصلت الى ما قيمته 1.7 مليار أورو الى اواخر شهر اوت الفارط.. كشف آخر عدد لنشرية الظرف الاقتصادي للبنك المركزي التونسي لشهر جويلية الماضي تحسن سعر صرف الدينار التونسي امام الدولار بنسبة 9.5 بالمائة و0.6 بالمائة امام اليان الياباني خلال السداسي الأول من هذه السنة.

ولكن الدينار التونسي ترجع امام العملة الأوروبية الاورو بنسبة 1.6 بالمائة لينخفض امام الدرهم المغربي بنسبة 2.4 بالمائة الى أواخر جوان من هذا العام.

والى حدود يوم 3 سبتمبر 2025 يتداول سعر صرف الدينار التونسي في سوق التعاملات المالية وفق موقع البنك المركزي التونسي ب 2.922 دينار/ 1دولار و3.400 دينار/ للأورو و19.751 دينار/1000 يان و3.220 دينار/ ل 10 دراهم مغربية.

وأضافت النشرية انه على السوق المالية العالمية تحسن سع صرف الأورو امام الدولار خلال السداسي الأول من هذه السنة بنسبة 12.7 بالمائة.

م.ز

 

تم النشر في 10/09/2025

الأكثر قراءة