ilboursa.com

 

أفادت تقارير إعلامية ليبية ان تراكم الأزمات الإدارية والمالية على شركة الخطوط الجوية الليبية الرسمية في الأعوام الأخيرة، باتت تهددها بصورة كبيرة بالتوقف عن تسيير الرحلات الجوية للمرة الأولى منذ أكثر من ستة عقود، بعد تقلص اسطولها من الطائرات العاملة إلى طائرتين فقط، ووجهاتها الخارجية من 20 دولة إلى ثلاث دول فقط.

الوضعية الراهنة للشركة دفعها إلى إطلاق أكثر من نداء استغاثة في الأسابيع الأخيرة للجهات المسؤولة للتحرك على عجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل السقوط في هاوية الإفلاس والعجز التام عن تنفيذ رحلات جديدة بالداخل والخارج.

وتأسست الشركة عام 1964 كأول شركة نقل جوي في ليبيا تحت اسم "الخطوط الجوية للمملكة الليبية"، وتم تغيير اسمها لاحقاً عام 1969 إلى "الخطوط الجوية العربية الليبية" ثم في عام 2006 تغير اسم الشركة إلى اسمها الحالي "الخطوط الجوية الليبية".

وفي جويلية الفارط كشف المتحدث باسم شركة الخطوط الجوية الليبية، أحمد الطيرة، أن "الأزمة التشغيلية والمالية التي تعانيها الشركة تفاقمت جداً وهي ليست وليدة هذا العام، بل مستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام"، مشيراً إلى أن "إدارة الشركة والعاملين فيها وجهوا مناشدات رسمية عدة للحكومات الليبية للتدخل السريع، خصوصاً في ملف صيانة الطائرات، دون جدوى".

وأوضح الطيرة أن "الشركة لا تملك حالياً سوى طائرتين فقط من طراز A320 قيد التشغيل، بينما توجد طائرة من طراز A330 متوقفة في مصر منذ عام 2022 بسبب تراكم الديون، وأخرى متوقفة في مدينة سبها"، كما بيّن أن "الشركة لا تطالب بتحويل أموال مباشرة من الحكومة، بل تسعى إلى تدخل الدولة لمعالجة مستحقاتها المالية"، قائلاً إن "الشركة تُعامل وكأنها خاصة على رغم أنها شركة الدولة الرسمية".

وخلص المتحدث باسم الخطوط الجوية الليبية إلى أن "الشركة كانت تسيّر رحلات إلى 20 دولة، بينما تقتصر رحلاتها اليوم على ثلاث دول فقط، مع وجود احتمال بتوقف السفر حتى داخلياً بسبب عدم توفر الطائرات الكافية، نتيجة تدمير الأسطول خلال جائحة كورونا وأحداث مطار طرابلس".

من جانبه، كشف رئيس نقابة النقل الجوي الليبية عبد السلام التميمي أن "خسائر شركة الخطوط الجوية الليبية بلغت ما يقارب مليارَي دينار (371 مليون دولار) منذ 2011 إلى اليوم، ولم يتم دعمها حكومياً لانتشالها من أزمتها الخانقة"، لافتاً إلى أن "الخطوط الجوية الليبية فقدت 17 طائرة خلال هذه الأعوام جراء الحروب وعدم الصيانة والآن لديها طائرتان فقط، ولم تتلق أي دعم أو أي تعويض عن الخسائر التي لحقت بها".

وتعتبر شركة الخطوط الجوية الليبية الخاسر الأكبر بين الشركات الجوية العاملة في ليبيا جراء الحروب التي عرفتها البلاد منذ عام 2011، حيث تضررت أو دُمرت لها 17 طائرة في 10 أعوام فقط، ثلاث طائرات عام 2011 أثناء الثورة على نظام معمر القذافي و12 طائرة عام 2014 في سياق ما عُرف بحرب المطار بين كتائب مدينتي الزنتان ومصراتة وطائرة عام 2019 وطائرة عام 2020.

 

تم النشر في 11/09/2025

الأكثر قراءة