ilboursa.com

كشفت معطيات رسمية عن التقلص التدريجي لمساحات الحبوب في السنوات الأخيرة في تونس وذلك بسبب تواتر سنوات الجفاف ولتراجع المردود في المناطق الشبه جافة ولمزاحمة الزراعات أخرى.

وتراجعت مساحات الزراعات الكبرى من معدل 1 مليون و500 الف هكتار قابلة للبذر الى 1 مليون و253 الف هكتار في الموسم الفلاحي الجديد 2021/2022. وتعكس هذه الوضعية مدى تأثير ظاهرة الجفاف في تونس للعام الثالث على التوالي لانحباس الامطار وما سينجم عن تضاعف إشكاليات القطاع الفلاحي في البلاد خاصة قطاع الحبوب الذي يمثل قطاعات استراتيجيا في تونس.

ووفق البيانات المتحصل عليها من وزارة الفلاحة فإن بداية موسم الزراعات الكبرى كانت متعثرة نسبيا إذ ان المساحات المبذورة الى منتصف شهر نوفمبر الجاري لم تتجاوز حوالي 270 ألف هكتار من الزراعات الكبرى ضمن برنامج ب 1 مليون و253 ألف هكتار.

وتمر تونس في السنوات الأخيرة بفترة جفاف بسبب التغيرات المناخية الحاصلة اثرت على المحاصيل الفلاحية بسبب تواصل انحباس سقوط الامطار وتقلص إيرادات السدود.

وتُرجمت هذه الوضعية بارتفاع واردات تونس من الحبوب في ظل ان صابة الحبوب الوطنية أضحت متواضعة ومتذبذبة ما أدَى الى إقرار للجهات المختصة في تونس بتصنيف العديد من مناطق انتاج الحبوب مناطق مُجاحة.

يشار الى ان وزارة الشؤون الدينية أعلنت عن اقامة صلاة الاستسقاء في جميع المساجد، صبيحة يوم الأحد 21 نوفمبر 2021 في السّاعة التّاسعة صباحا، وذلك ''نظرا لانحباس الغيث النّافع''.

وبلغت عملية بذر الحبوب لموسم الزراعات الكبرى للموسم 2021/2022 حوالي 270 ألف هك من جملة برنامج لبذر 1 مليون و253 ألف هكتار أهمها مساحات الشعير ب 183 ألف هك يليها القمح الصلب ب 74 ألف هك.

واظهرت المعطيات التي استقاها "البورصة عربي" ان مساحات الحبوب المبرمجة للموسم الفلاحي الجديد بنحو 1 مليون و253 الف هكتار منها قرابة 842 ألف هكتار بولايات الشمال وحوالي 411 ألف هكتار بولايات الوسط والجنوب.

وتتوزع هذه المساحات المزمع غراستها على 597 ألف هكتار قمح صلب و69 ألف هكتار قمح لين و577 ألف هكتار شعير و10 الاف هكتار تريتيكال. كما تقدر مساحات الحبوب القابلة للري والمبرمجة لموسم 2021/2022 بحوالي 71 ألف هكتار منها قرابة 32 ألف هكتار بولايات الشمال وحوالي 39 ألف هكتار بولايات الوسط والجنوب.

وفيما يخص تقدم عملية التزويد بالأسمدة الكيميائية بينت المعطيات المستقاة من الوزارة، عودة المجمع الكيميائي التونسي إلى الإنتاج وتوفير الأسمدة بعد انقطاع وتعطيل الانتاج دام أكثر من أسبوعين. وفي هذا الإطار بلغت الكميات الموضوعة من مادة "السوبر 45" في الجهات حوالي 16 ألف طن من برنامج ب 25 ألف طن أي بنسبة انجاز تقدر بـ 64 بالمائة.

اما مادة ثاني امونيا الفسفاط (دأب) فتقدر الكميات الموضوعة في الجهات:5 ب ألف طن من برنامج 90 ألف طن أي بنسبة انجاز 55 بالمائة. اما بخصوص مادة الامونيتر فقد بلغت الكميات المتوفرة ب 45 ألف طن من ضمن برنامج بحوالي 200 ألف طن أي بنسبة انجاز 22 بالمائة.

ومن المنتظر توريد كميات اضافية من الأمونيتر الزراعي لتغطية جميع حاجيات السوق المحلية تقدر بحوالي 80 ألف طن بداية من شهر ديسمبر المقبل. ومن جهة أخرى بلغت كميات البذور الممتازة للحبوب المصادق عليها إلى غاية 18 نوفمبر 2021 حوالي 242 ألف قنطار من البذور المثبتة و27 ألف قنطار من البذور الأساسية.

كما بلغت كمية البذور الممتازة المدعمة الموضوعة بالجهات إلى غاية 17 نوفمبر2021 حوالي 246 ألف قنطار من جملة 253 ألف قنطار صدرت في شأنها أذون تزود. أما بالنسبة لبذور الشعير المراقبة فبلغت الكميات الموضوعة في الجهات حوالي 74 ألف قنطار من جملة حوالي 77 ألف صدرت في شأنها أذون تزود.

وفيما يتعلق ببرنامج مقاومة الأعشاب الطفيلية فمن المتوقع وفق وزارة الفلاحة أن يشمل البرنامج الأعشاب الضارة بمزارع الحبوب خلال الموسم الجديد، زهاء 637 ألف هكتار ومن المنتظر أن تبلغ المساحات التي ستقع مداواتها بالأدوية ذات المفعول المزدوج حوالي 430 ألف هكتار.

وتحسبا لظهور بعض الأمراض الفطرية على مزارع الحبوب في صورة توفر الظروف المناخية الملائمة لها، ستتواصل الحملة الخاصة بمقاومة هذه الأمراض على غرار المواسم الفارطة والتي تتمثل في المعاينة الميدانية الدقيقة لظهور الأعراض الأولى للأمراض والتدخل بالمداواة في الإبان والعمل على توفير المبيدات بالكميات الكافية وفي الأوقات المناسبة.

مهدي الزغلامي  

تم النشر في 23/11/2021

الأكثر قراءة