version française ilboursa

هل بدأت الستاغ في القطع الإرادي للكهرباء مُبكَرا على حرفائها لتخفيف العبء على محطاتها ؟

تذمر في الأيام الأخيرة عدد كبير من المواطنين جراء الانقطاعات المتواترة والمتكررة للتيار الكهربائي التي تقوم بها الشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) في أوقات مختلفة من اليوم وخاصة في أوقات بعد الظهر اين يرتفع الطلب على الكهرباء لغرض التكييف.

وسجَلت عديد الاحياء من العاصمة أيام الجمعة والسبت والأحد الفارطة وفي مدن مختلفة من البلاد انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي او ما يعرف بالقطع الارادي للكهرباء لتخفيف الاحمال (délestage volontaire) الذي تعمد اليه الستاغ تجنبا لحصول انقطاعات كبيرة قد تؤدي الى انقطاع عام للكهرباء للبلاد على غرار ما حصل في جوان 2002 ويوم 31 اوت 2014 ما أسقط البلاد في ظلام دامس.

ويعود لجوء الستاغ الى القطع الارادي للكهرباء بصفة مبكرة هذه السنة منذ شهر جوان الى الطلب الكبير على الكهرباء لغرض التكييف بسبب موجة الحر الكبيرة التي تعرفها تونس منذ عدة أيام تجاوزت فيها درجات الحرارة مستوى 40 درجة في جل مناطق البلاد.

وتتراوح مدة انقطاع التيار الكهربائي على المواطنين بين عشرين دقيقة وبضعة ساعات على اقصى تقدير في أوقات متفاوتة من اليوم وحتى في الليل لغرض تخفيف الضغط على المحطات الكهربائية.

وبمناسبة فصل الصيف تسعى الشركة الى القيام باستعدادات هامة وملحوظة على مستوى صيانة الاسلاك الكهربائية وتنظيفها والقيام بصيانة المحطات الكهربائية استعدادات لفترة ذروة الطلب على الكهرباء والحرص على تفادي اقصى ما يمكن من الانقطاعات الارادية للكهرباء.

وبالمقابل فانه في حصول ضغط كبير على الطلب على الكهرباء فان الستاغ تقطع الكهرباء على بعض مناطق من البلاد وتتجنب قطع الكهرباء على المناطق التي تتواجد الخدمات الضرورية والقطاعات الحساسة على غرار المستشفيات والامن والجيش.

وكشف الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز، هشام عنان، ، عن تسجيل رقم قياسي وطني في استهلاك الكهرباء، اول أمس الاثنين، قدّر بـ4563 ميغاوات، متجاوزا بذلك الرقم القياسي المسجّل في 9 أوت 2021 والمقدّر بـ4434 ميغاوات، وقبله الرقم المسجّل سنة 2020 والمقدّر بـ4025 ميغاوات.

وتبلغ القدرة الكهربائية المركزة من الستاغ في حدود 5 الاف ميغاواط. ودعا عنان، إلى ترشيد استهلاك الكهرباء، معتبرا أن الارتفاع المسجّل في الاستهلاك ناجم بالأساس عن التكييف.

وشهدت تونس، في الأيام الأخيرة، موجة حرا شديدة، بتسجيل درجات حرارة تتجاوز المعدلات العادية لشهر جوان بفارق يتراوح بين 7 و12 درجة، حيث تم تسجيل درجات حرارة قياسية جديدة يوم السبت الفارط بكل من مدنين وباجة بلغت 47.8 درجات، محطمّة بذلك الرقم القياسي المسجّل في مدنين أيضا يوم 29 جوان 2021 والبالغ 47.5 درجات، حسب معطيات المعهد الوطني للرصد الجوّي.

وكان عبد القادر الجلاصي كاتب عام جامعة الكهرباء والغاز باتحاد شغل قد أكد في تصريح اعلامي في شهر ماي من هذا العام، إمكانية اللجوء إلى انقطاع الكهرباء التدريجي عن بعض المناطق في صورة عدم التوصل إلى حلّ لمشكل الغاز الجزائري موصيا المواطنين بضرورة التحكم وترشيد الاستهلاك خاصة في وقت الذروة (بين الساعة الحادية عشر صباحا والثالثة بعد الظهر).

مهدي الزغلامي

تم النشر في 29/06/2022