قال الأمين لعام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي إن رئاسة الجمهورية كما رئاسة الحكومة لم تتصل بالمنظمة الشغيلة للتباحث معها بشان خطة الإنعاش الاقتصادي أو الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية المزمع اتخاذها وعرضها على صندوق النقد الدولي في الفترة القادمة.
وابرز الخميس في تصريح "للبورصة عربي" خلال ندوة انعقدت بالعاصمة، أن اتحاد الشغل يجهل هذه الخطة ومضامينها، موضحا انه في صورة استشارة الاتحاد واقتناعه بها ومن حيث أنها تناسب مصلحة الشعب التونسي فانه سيعطي موافقته.
وحذر بالمقابل انه في حال بلورة مشروع أو خطة إنعاش اقتصادي سيتم التوجه بها إلى صندوق الدولي، فان الحكومة حرة في ذلك وان الاتحاد أيضا سيكون له موقف من هذه المسالة .
وشدد على ن الخيارات أو القرارات التي قد يقع اتخاذها ولا تناسب الشعب التونسي من حيث المس بقدرته الشرائية والتخلي عن بعض المكاسب لاجتماعية و لا تناسب قناعات الاتحاد لعام التونسي للشغل فان كل طرف يتحمل مسؤوليته .
تجدر الملاحظة أن رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان عرضت مساء الاثنين 29 نوفمبر 2021 على رئيس الجمهورية قيس سعيد برنامج الإصلاحات الاقتصادية الذي تقترحه الحكومة في إطار التفاوض مع صندوق النقد الدولي.
وتم خلال اجتماع رفيع المستوى انعقد مساء أمس بقصر قرطاج بإشراف رئيس الجمهورية حضره رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان ووزيرة المالية، سهام البوغديري نمصية، وسمير سعيّد، وزير الاقتصاد والتخطيط، ومروان العباسي، محافظ البنك المركزي، وعائدة حمدي، كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج المكلفة بالتعاون الدولي التباحث في محتوى البرنامج الاقتصادي المزمع التباحث بشأنه مع صندوق النقد الدولي ومجمل الإصلاحات المزمع تنزيلها على ارض الواقع.
كما مثل الاجتماع مناسبة لمتابعة الوضع الاقتصادي والمالي لتونس التي تعرف أعنف أزمة اقتصادية تر بها منذ سنة 2021
كما تم التطرق، بالمناسبة، إلى "سبل إعادة تحقيق النمو الاقتصادي، وتفادي التضخم المالي، فضلا عن آليات استعادة المالية العمومية لثوابتها".
وأكّد رئيس الجمهورية، في هذا الإطار، "ضرورة إبلاء الأولوية للفئات الهشّة في برنامج الإصلاحات، وتعزيز الحوكمة والحرص على شفافية المالية العمومية".
كما شدّد رئيس الدولة على "أهمية ضمان العدل الجبائي"، وعلى "ضرورة تطهير البلاد من جميع مظاهر الفساد".
يشار إلى أن وزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيد ما انفك يؤكد في تصريحات إعلامية على أن تونس ستنطلق في إعداد برنامج للإنعاش الاقتصادي سيتضمن إجراءات عاجلة وعملية لتنشيط الاقتصاد ورؤية استراتيجية في أفق 2035 وكذلك المخطط التنموي للفترة القادمة في إطار تشاركي مع كافة الأطراف المعنية، وهو ما يتيح الفرصة لمجلس الغرف المشتركة لتقديم مقترحات عملية في جانب تحسين مناخ الاستثمار والأعمال.
ولم يقع إلى الان الإفصاح عن مجمل الخطوط العريضة لبرنامج الإصلاحات الاقتصادية التي تعتزم الحكومة وبتوصيات من رئيس الجمهورية عرضه على صندوق النقد الدولي من اجل الوصول إلى اتفاق مع هذه المؤسسة المالية يفضي الى حصول تونس على اتفاق مالي جديد وخاصة السماح لتونس بالتوجه الى المانحين الدوليين لتعبئة الموارد المالية الضرورية لتمويل الميزانية الجديدة.
وعن موقفه من الغموض الحاصل من عدم انجاز تونس لميزانيتها للعام لمقبل استغرب الطبوبي متابعا في الان نفسه أن البلاد أن الأوضاع في البلاد انقلبت رأسا على عقب.
وتابع بان أتيحت لتونس فرصة تاريخية وانه يتم في كل مرة إضاعة الفرص والوقت داعيا إلى لتحلي بالتواضع والحكمة معربا عن أمله في أن تعود لناس إلى رشدها وعدم الوصول إلى أوضاع قد لا يقع التحكم فيها.
وعما إذا لمس الاتحاد من لحكومة استعداد لمصارحة الشعب بحقيقة الاوضاع الاقتصادية والمالية قال نور الدين الطبوبي إنه يرأف بحال برئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان مؤكدا أن رئيسة ليست لها صراحة سلطة وأنها تعمل وفق للأمر الرئاسي عدد 117 بتاريخ 22 سبتمبر 2021
ووصف نجلاء بودن بكونها رئيسة السلطة التنفيذية لدى رئيس الجمهورية مضيفا انه خلال محادثاته معها أنها تستمع إليه فقط وأنها مطالبة بالرجوع إلى رئيس الجمهورية وفق للأمر الرئاسي المذكور.
ويقدر ما عبر عن فخره بتعيين امرأة رئيسة حكومة لأول مرة في تاريخ تونس تمنى رئيس المنظمة الشغيلة أن لا توضع نجلاء بودن في هذه لظرفية الصعبة التي تر بها البلاد ملمحا إلى أن فشلها قد يحتسب على صورة المرأة التونسية.
وابرز أن تونس اليوم بحاجة إلى المرور إلى الفعل والانجاز و الحوارات الجوفاء والتي قد لا تعطي أكلها ووجوب إيجاد الحلول للكم الكبير من الاشكاليالت التي تمر بها البلاد داعيا إلى حسن توظيف قرارات 25 جويلية 2021 والاتعاظ من الأخطاء السابقة.
مهدي الزغلامي
تم النشر في 02/12/2021
