version française ilboursa

نمو ضعيف للاقتصاد التونسي ب 0.7 بالمائة في الأشهر التسعة الأولى من 2023

سجل الاقتصاد التونسي خلال الأشهر التسعة الأولى من هذه السنة نموا هشا وضعيفا بلغ 0.7 بالمائة، وفي الآن نفسه تقَدُر نسبة النمو "المكتسبة" أواخر شهر سبتمبر بـ 4 في المائة، وهي تمثل نسبة النمو المرتقبة إجمالا لسنة 2023 في حالة ما استقر حجم الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأخير في مستواه المسجل في الثلاثي الثالث. في حين لم يدرك بعد حجم الناتج المحلي الإجمالي مستواه المسجل في نهاية عام 2019، أي قبيل الأزمة الصحية.

وينتظر ان تنهي تونس السنة الحالية بنسبة نمو قدرتها الحكومة في حدود 0.9 بالمائة على ان ترتفع في السنة القادمة الى مستوى 2.1 بالمائة. واعلن المعهد الوطني للإحصاء اليوم ان التقديرات الاوّلية للحسابات القومية الثلاثية افضت أن النشاط الاقتصادي قد سجل انخفاضا في حجم الناتج المحلي الإجمالي المعالج من تأثير التغيرات الموسمية بنسبة بلغت 0.2 بالمائة على مدى الثلاثية الثالثة للسنة الحالية (من جويلية إلى سبتمبر لسنة 2023)، وذلك مقارنة بالثلاثي المماثل في السنة الفارطة، أي بحساب الانزلاق السنوي. وعلى هذا النحو، يتراجع نسق النمو السنوي للاقتصاد الوطني للمرة الرابعة على التوالي منذ الثلاثية الثالثة للسنة الفارطة، أين أدرك النمو نسبة 3,4 بالمائة.

اما بحساب التغيرات ربع السنوية، أي مقارنة بالثلاثي الثاني من السنة الحالية، فقد سجل حجم الناتج المحلي الإجمالي نموا طفيفا بنسبة 0.1 بالمائة، بينما كان قد تقلص بنسبة 1.1 بالمائة خلال الثلاثية السابقة.

انكماش الحاد في القطاع الفلاحي

واكد المعهد في تحليله لنسبة النمو المسجلة الى أواخر سبتمبر 2023 انه نتيجة للظروف المناخية والجفاف السائد على مدى السنوات الثلاث الماضية، تراجع إنتاج القطاع الزراعي بحدة مما أثٌر سلبيا على أداء الأنشطة الفلاحية (بالخصوص موسمي حصاد الحبوب والزيتون)، وانعكس بالتالي على منحى نمو الاقتصاد الوطني خلال الأشهر الأخيرة. حيث مثلت القيمة المضافة في القطاع الفلاحي مساهمة سلبية بمقدار -1.6 نقطة مئوية في نسق نمو حجم الناتج المحلي الإجمالي بحساب الانزلاق السنوي (-0.2 بالمائة) خلال الثلاثية الثالثة لسنة 2023.

انتعاشة في قطاع الصناعات المعملية

كما أبرزت التقديرات الأولية إلى تسجيل ارتفاعا في قطاع الصناعات المعملية بحساب الانزلاق السنوي بنسبة 5 بالمائة لحجم القيمة المضافة خلال الربع الثالث من العام الجاري.

وتراجع حجم القيمة المضافة في قطاع الطاقة، المناجم، الماء والتطهير ومعالجة النفايات بحوالي 2.1 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة السابقة، نتيجة لتقلص الإنتاج في قطاع استخراج النفط والغاز الطبيعي بنسبة 2.1 بالمائة من ناحية، وتراجع نشاط قطاع المناجم بنسبة 8 بالمائة بحساب الانزلاق السنوي من ناحية أخرى.

وفي المجموع، يكون القطاع الصناعي قد سجّل نموا بـ 1 بالمائة خلال الثلاثي الثالث من سنة 2023 بالمقارنة بالثلاثي المماثل في السنة الفارطة. أما فيما يخص قطاع البناء والتشييد، فقد تم تسجيل نمو سلبي من جديد قدر بـ -5.1 بالمائة بحساب الانزلاق السنوي. في حين استفاد النشاط الاقتصادي خلال الثلاثي الثالث من السنة الحالية من الحيوية النسبية لقطاع الخدمات، أين سجل حجم القيمة المضافة ارتفاعا بـ 9.1 بالمائة، مساهما إيجابيا بـ 1.3 نقطة مئوية في نسبة النمو المسجلة (-0.2).

ويعزى هذا التطور السنوي في أنشطة الخدمات إلى ارتفاع القيمة المضافة في قطاع النزل والمطاعم والمقاهي بـ 10.8 بالمائة وقطاع الاعلامية والاتصال بـ 3.6 بالمائة وقطاع النقل بـ 3.3 بالمائة.

تم النشر في 16/11/2023