version française ilboursa

مشروع الشبكة الحديدية السريعة (RFR) : استغلال أولى خطوط الشبكة بين العاصمة والزهروني والسيجومي سيكون يوم 25 جويلية

يعد مشروع الشبكة الحديدية السريعة (RFR) أحد أضخم مشاريع النقل التي راهنت عليه الدولة التونسية منذ سنة 2007 لتغيير خارطة النقل في البلاد لمواكبة التطورات العالمية في هذا المجال وتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية في آن واحد، إلا أن التعطيلات التي عرفها هذا المشروع وتغيير المقاولين ومكاتب الدراسات لا تكاد تحصى لدرجة أن المشروع الذي كان من المفترض أن تبدأ أولى خطوطه في العمل منذ سنة 2012 لازال إلى اليوم هذا  خارج الخدمة وتصنيفه من ضمن المشاريع المعطلة.

و لتسليط الضوء على تقدم أشغال المشروع وتواريخ انطلاق أولى خطوطه وأسباب هذا التعطيل أجرى موقع "البورصة عربي" حوارا مع الرئيس المدير العام الجديد لشركة تونس للشبكة الحديدية السريعة لطفي شوبة.

كم ستدوم التجارب الفنية على قطارات الشبكة الحديدية السريعة التي تم اقتناؤها حديثا؟

انطلقت التجارب الفنية بين يومي 17 و 18 ماي 2021 وستشمل في مرحلة أولى اختبار المعدات والتجهيزات وخاصة المولدات الكهربائية الرئيسية التي ستعطي حوالي 25 ألف ميغاواط وهو ما يقتضي اختبارات دقيقة للتأكد من مطابقتها للمواصفات الفنية المطلوبة من المصنّع أولا وخاصة التأكد من توفر كل معايير السلامة والحماية ولهذا قامت الشركة بحملة تحسيسية للمواطنين لتجنب كل الأخطار التي يمكن أن تقع خلال هذه التجارب.

ومن المتوقع أن تتواصل اختبارات المعدات لبضعة أيام قبل الانطلاق في التجارب الفنية على القطارات والتي ستدوم قرابة شهر ونصف حسب تقديراتنا.

حسب بلاغ شركة تونس للشبكة الحديدية السريعة فإن انطلاق التجارب الفنية يأتي في إطار إتمام أشغال مشروع الشبكة الحديدية السريعة وتحديدا الخط E إلا أن التجارب تمت على مسار الخطD وهو ما تسبب في خلط لدى المواطنين؟

فعلا اقتضت المتطلبات الفنية  أن تكون التجارب الفنية على مسار الخطD  الرابط بين تونس والقباعة والمنيهلة  وليس الخط E الرابط بين تونس والزهروني والسيجومي فحسب الاتفاق مع المزود الكوري يجب إجراء التجارب الفنية على كل القطارات التي تسلمناها قبل إتمام صفقة الشراء نهائيا، ولاعتبارات فنية بحتة تستوجب التجارب الفنية توفر سكة بطول 4 كلم على أرض منبسطة تماما لذلك اخترنا إجراء التجارب الفنية على السكة الرابطة بين محطة البرطال ومحطة القباعة والتي تتبع مسار الخطD.

في أواخر سنة 2019 أعلن رئيس الحكومة آنذاك (يوسف الشاهد) عن انطلاق التجارب الفنية لقطارات الشبكة الحديدية السريعة لماذا تتم الآن إعادة التجارب؟

فعلا كان من المفترض أن نقوم بالتجارب الفنية في أواخر سنة 2019 إلا أن عديد الأسباب حالت دون ذلك منها أن المزود لم يسلمنا كل القاطرات إضافة لشروط فنية اشترطها المزود آنذاك منها إعادة تهيئة محطة سيدي سعد الله لاستقبال القطارات الجديدة، كما أن شركة تونس للشبكة الحديدية السريعة اختارت بدورها تأجيل التجارب إلى حين استكمال محطة القباعة التي ستولد الطاقة الكهربائية لكل الشبكة الحديدية لتخفيض الضغط على محطة تونس.

متى سيكون الخطE جاهزا فعليا للاستغلال؟

هدفنا هو أن يكون الخط E جاهزا للاستغلال يوم 25 جويلية تزامنا مع الاحتفال بعيد الجمهورية، وأعتقد أننا في الآجال المتفق عليها.

لماذا تعطلت أشغال الخطD ومتى يكون جاهزا للاستغلال؟

أشغال الخطD متوقفة لأكثر من سنة ونصف بسبب قرار المجلس البلدي لباردو الرافض تماما لأن تمر السكة على الأرض وقد طلب المجلس البلدي إيجاد حلول أخرى منها بناء نفق تحت الأرض أو أن تكون سكة معلقة.

وحاليا الاتجاه وحسب آخر التوافقات التوجه نحو بناء قنطرة على طول 1 كلم لتمر فوقها قطارات الخطوط السريعة.

بالنسبة لتاريخ انتهاء الأشغال لا يمكن أن نحددها إلا بعد الاتفاق على نوع التدخلات التي سنجريها والأشغال المستوجبة.

أين وصلت بقية خطوط الشبكة الحديدية السريعة؟

بالنسبة للخطC الذي يربط تونس بالمحمدية والخطF الذي يربط العاصمة بأريانة الشمالية فهما لازالا في مرحلة الدراسات الأولية ونعمل على تحيينها في اقرب الآجال للانطلاق في الأشغال الميدانية اللازمة والانتزاعات.

ما هي ابرز أسباب تعطل استغلال الشبكة الحديدية السريعة كل هذه السنوات؟

إذا أردنا الحديث عن أسباب تعطل المشروع يمكن أن نكتب مجلدا كاملا.. ولكن لنكون واقعيين فإن أول الأسباب هو تغيير المقاول الذي أخر المشروع لأكثر من سنتين خصوصا مع التعقيدات الإدارية والتشاريع المعقدة للصفقات العمومية في بلادنا.

كما أن المشروع معقد جدا خاصة أنه يمر عبر كافة مناطق تونس الكبرى وكل أشغاله تتطلب دراسات إضافية لتغيير شبكات صرف المياه والكهرباء والماء والاتصالات.

كما أقولها صراحة أن شركة تونس للشبكة الحديدية السريعة صارت محل ابتزاز فقد وصل الحد أن بعض المؤسسات والبلديات وحتى المواطنين تسببوا في إيقاف وتعطيل المشروع بسبب طلب التعويضات وعديد المشاكل الأخرى.

كما أن المشاكل العقارية والتي حللنا أغلبها تسببت هي الأخرى في تعطيل المشروع مثلا اليوم هناك منطقة لا تتجاوز مساحتها 30 متر بجهة الملاسين عطلت المشروع كاملا.

لو تعطينا فكرة عن تكلفة هذا المشروع حسب آخر التقديرات؟

توقعات التكلفة في بداية المشروع كانت في حدود 600 مليون دينار أما الآن فإن التكلفة الكاملة في حدود 1150 مليون دينار.

حاوره : حسام الطريقي

تم النشر في 19/05/2021