version française ilboursa

مربو الماشية في الجنوب التونسي يعانون من الجدار الترابي بين تونس وليبيا

أصبح الساتر الترابي العازل الذي شيّدته السلطات التونسية مع جارتها ليبيا يشكل عائقا يحدّ من تنقّل مربي الماشية والإبل المنتشرين بهذه المنطقة وساهم الى حد كبير في تقليص المساحات الرعوية بكل من منطقتي ذهيبة و بنقردان الحدوديتين

و بدأ مشروع الساتر الترابي في العاشر من أفريل 2015، بعد تأكّد السلطات الأمنيّة التونسيّة من أنّ المتورّطين في القيام  بعمليات إرهابية في تونس، يتدربون في ليبيا، قبل العودة إلى تونس وكذلك للتصدّي لتهريب الأسلحة و البضائع

و أعلن وزير الدفاع الوطني آنذاك ، فرحات الحرشاني، عن قرار زيادة طول الحواجز التي تضم خنادق وستائر رملية إلى ما بعد منطقة الذهيبة بـ40 كيلومتراً، لتصبح المساحة الإجمالية 220 كيلومتراً بدلاً من 186 كيلومتراً، كانت مقررة سابقا

و رغم البلاغات المتكرّرة التي أصدرتها الاتحادات المحلية للفلاحة بذهيبة وبن قردان وعدد من المنظمات غير الحكوميّة ، تمّ الإعلان عن انتهاء أشغال البناء يوم السادس من   فيفري 2016

 و لا يبعد الخندق الذي تم حفره سوى ستة كيلومترات عن خط التماس الحدودي داخل التراب التونسي وهي مساحات كانت تشكل حتّى الأمس القريب مناطق رعوية استراتيجية يستغلها رعاة الغنم المنتشرون على طول الحدود

و تتعالى أصوات مربي الماشية والإبل بذهيبة و بنقردان منادية بضرورة إيجاد حلول ملموسة  للأضرار الجسيمة التي لحقت بأنشطتهم الزراعيّة نتيجة تقلص المساحات الرعوية و التضييقات الأمنية بالقرب من الخندق

و قال محمد الذي يقيم  بمنطقة ذهيبة  ،في تصريح لموقع " البورصة" ، أنهم يملكون أراض بمنطقة بني قدال الواقعة داخل الخندق العازل لم يعد بإمكانهم الوصول اليها مضيفا  ان عددا من سكان المناطق الحدودية من الطرف الليبي قاموا بالاستيلاء على هذه الاراضي و غراستها

بدوره، أكّد مصطفى قويدر ، رئيس الإتحاد المحلي للفلاحة بمعتمدية ذهيبة ، في تصريح لموقع " البورصة" ،أنّ " الساتر الترابي قد قطّع أوصال المنطقة الرعوية المشتركة بين الجانبين التونسي والليبي ، كما أثر على تدفق مياه الأمطار التي تقع أغلب مناطق تجمّعها في ليبيا"

و أضاف قويدر" أنه يتلقّ شكاوي متكررة من الفلاحين الذين تحرمهم عدد من الدوريات الأمنيّة من المرور إلى أراضيهم رغم امتلاكهم لتصاريح  حكوميّة"

أشرف الشيباني 

تم النشر في 02/02/2021