ينطلق موسم التخفيضات الدورية لشتاء 2022(الصولد) يوم غد الثلاثاء غرة فيفري ليتواصل على امتداد 6 أسابيع إلى منتصف مارس القادم، ويأمل التجار وخاصة تجار الملابس الجاهزة والأحذية من خلال هذه التظاهرة التجارية في تجاوز الأزمة التي يعيشونها منذ عامين تقريبا مع بداية جائحة فيروس كورونا وما رافقها من إجراءات صحية لعل أبرزها إقرار الحجر الصحي و التي أثرت على مداخيلهم.
ودعا محسن بن ساسي رئيس الغرفة الوطنية لتجار الملابس والأقمشة بمنظمة الأعراف التجار إلى الانخراط بكثافة في موسم الصولد الشتوي لهذه السنة وخاصة القيام بتخفيضات هامة من شانها أن تشجع المواطنين على الإقبال على اقتناء الملابس والأحذية جل المنتوجات المعروضة في إطار التخفيضات الدورية.
يشار إلى أن القانون عدد 40 لسنة 1993 المنظم لعملية الإشهار والبيع التجاري حدد اقل نسبة تخفيض في موسم الصولد ب 20 بالمائة. وأعلن محسن بن ساسي انه وفق وعود مسؤولي وزارة التجارة وتنمية الصادرات انه بداية من الصولد الصيفي لهذا العام ستعرف تظاهرة العديد من التنقيحات والإجراءات الجديدة.
ومن ابرز التنقيحات الجديدة وفق المتحدث، التقليص من مدة الصولد من 6 إلى 4 أسابيع لإعطاء الفرصة للتجار وسط العام بتنظيم عمليات ترويجية مماثلة إلى جانب إدماج المجموعات الجديدة (les nouvelles collections) ضمن المنتوجات المعنية بالصولد.
وشدد بن ساسي على أن من التنقيحات التي تطالب بها المهنة تقنين أكثر للبيوعات عبر الانترنت وتنظيمها من اجل القضاء على ما اسماه بالصولد الموازي عبر اعتماد جملة من المعايير والشروط لممارسة نشاط البيع على الخط.
ومن جهة أخرى كشف انه يتم العمل حاليا على إعادة لإحياء تظاهرة مهرجان تونس للتسوق في الصائفة المقبلة وانه يتم إعداد الترتيبات الضرورية لغرض مزيد تنشيط لركية التجارية في العاصمة وفي عدد من المدن التونسية.
ولم يقدم بن ساسي تفاصيل إضافية عن مهرجان التسوق مكتفيا بالتأكيد على ضرورة حسن الإعداد منذ الان لإنجاحه.
وكان حسام التويتي مدير عام المنافسة والأبحاث الاقتصادية بوزارة التجارة وتنمية الصادرات في حوار لموقع "البورصة عربي"، إن تجربة موسم التخفيضات تعود إلى حوالي 23 سنة أي منذ سن القانون عدد 40 لسنة 1998 المتعلق بطرق البيع والإشهار التجاري الذي قنن موسم التخفيضات الدورية وأضحى الصولد من التقاليد التجارية الهامة بالبلاد.
ولاحظ في تصريح سابق "للبورصة عربي" انه منذ خمس سنوات فقدت هذه التظاهرة بريقها وأصبحت كلاسيكية بررها بعدة عوامل من أهمها الجانب التشريعي الذي لم يتطور وظل جامدا والحال أن الجانب الاقتصادي والعادات الاستهلاكية في تونس تغيرا بشكل متسارع من سنة إلى أخرى خاصة مع تنامي بروز التكنولوجيات الحديثة للاتصال التي خلقت أنماط جديدة من التجارة.
ومن ناحية أخرى ابرز أن الأنماط التسويقية الجديدة أصبحت تستقطب المستهلك أكثر على مدار العام على غرار البيوعات التنموية والتظاهرات التجارية الخصوصية مثل اليوم التنموي و"البلاك فرايداي". كما أن التجارة الإلكترونية والبيع على الخط تطورا بشكل لافت غذته أزمة كوفيد وإقرار الحجر الصحي الشامل جعل العديد من التونسيين يقبلون على الاقتناء من مواقع الانترنت التي انتشرت بشكل كبير.
وقال إن رؤية وزارة التجارة وتنمية الصادرات لإصلاح تظاهرة الصولد تتمحور حول ثالثة محاور كبرى يهم الأول التعريف القانوني للصولد هو في حد ذاته يعيق التظاهرة وان الرؤية تتجه نحو التوسيع في مفهومه من خلال عدم الاقتصار فقط على السلسلات والتشكيلات للمنتوجات الزائلة الرونق أو الموضة بل إن التوجه الجديد هو إدراج السلسلات الجديدة في الصولد ليكون مفتوحا على المنتوجات سواء الجديدة أو القديمة.
كما أن فترة حيازة المنتوجات المخصصة للصولد محدد ب 3 أشهر وسيقع في التنقيح الجيد رفعها بتوسيع اختيار التاجر لتوفير للمستهلك أكثر تشكيلات جديدة في ظل التغير السريع لنسق الموضة.
ويتمثل المحور الثاني سيتم العمل على تطوير التصاريح في اتجاه الاعتماد على الرقمنة في عمليات التسجيل في المشاركات. ويتعلق المحور الثالث بالعمل على تقنين العمليات التسويقية الأخرى )البيع عبر الانترنت والبلاك فرايداي والأيام التنموية( في اتجاه تنظيمها ولن تكون مفتوحة في كل الفترات ملاحظا أنها أصبحت تطغى على الصولد وتضر بعدد كبير من التجار.
مهدي الزغلامي
تم النشر في 31/01/2022