تعتزم شركة عجين الحلفاء بالقصرين تسريح عدد من عمالها والاحتفاظ بجزء فقط ضمن مخططها الاستراتيجي لإنقاذ الشركة من التدهور المالي التي وصلت اليه في السنوات الأخيرة. وتم خلال جلسات عمل وزارية تطرقت الى دراسة وضعية عدد من المؤسسات والمنشآت العمومية دراسة الوضعية المالية والاجتماعية شركة عجين الحلفاء والتعرض الى مختلف مخططاتها الاستراتيجية وبرامج عملها.
ومن ضمن الإجراءات الهيكلية للتطهير الاجتماعي فانه في إطار القيام بعمليّة التطهير الاجتماعي للشركة الوطنية لعجين الحلفاء والورق، تم الاعتماد على دراسة التجارب المقارنة لعدة شركات وطنية وعالمية تمارس نفس نشاطها وقد أفادت هذه المقارنة أن الشركة تستجيب للمعايير الدولية في صورة احتفاظها بعدد من الأعوان في حدود 427 عونا في موفّى برنامج التطهير الذي يمتد على ثلاث سنوات أي بتسريح حوالي 373 عون من الأعوان المتواجدة حاليا (822عونا و22 عون سيحالون على التقاعد مع نهاية سنة 2022).
ويستوجب تحقيق هذا الهدف يستوجب الاعتماد على مخطط يرتكز على تسريح الأعوان عن طريق التقاعد المبكر في سن الخمسين (50 سنة) وأقدمية لا تقل عن 15 سنة.
وتجدر الإشارة إلى أنه في حال اتباع هذه الاستراتيجية إضافة إلى المغادرات في إطار التقاعد العادي سيتم تسريح ما يقارب 373 عونا تتوفر فيهم الشروط المطلوبة للتقاعد المبكر في سن الخمسين، وعلى هذا الأساس، سيصبح عدد الأعوان يقارب 427 وسيخفض بالتالي حجم الأجور حيث سيصبح في حدود 12 مليون دينار والذي يبلغ حاليا 26 مليون دينار وسيكلف القيام بهذا التطهير الاجتماعي قرابة 11 مليون دينار.
وتشغل الشركة قرابة 831 عونا في حاليا وقد شهد هذا العدد ارتفاعا واضحا منذ سنة 2011 على إثر الانتدابات الاستثنائية في فترة ما بعد الثورة (العفو التشريعي العام، إدماج أعوان المناولة، أفراد عائلات شهداء وجرحى الثورة...)، حيث كان عدد العمال سنة 2010 لا يتجاوز 681 عونا مقابل انخفاض مستوى نشاط الشركة مما أثقل كاهلها فقد سجلت نسبة حجم الأجور 685 بالمائة سنة 2020من رقم المعاملات مقابل 27 بالمائة سنة 2010
ومن جانب اخر جاء في تقرير نشاط شركة الحلفاء أنه بداية من سنة 2013 تعرضت المؤسسة إلى عدّة صعوبات فنية ومالية وضغوطات اجتماعية أثرت سلبا على نتائجها، مما تسبب في إحداث خلل هيكلي على مستوى توازناتها المالية.
كما يشهد قطاع الحلفاء عدة تقلبات على المستويين العالمي والوطني وفي مختلف الأنشطة الأساسية المتمثلة في صنع عجين الحلفاء والورق والمواد الكيميائية. وقد سجل رقم المعاملات انخفاضا ملحوظا ليصل إلى 1,5 م.د متوقع سنة 2021 وهو ما يمثل قرابة 3.6 بالمائة من رقم معاملات سنة 2010 الذي ناهز 42 م.د.
ويفسر هذا التدهور بعدة عوامل تتجاوز الجانب التجاري وتتمثل أساسا في ركود السوق، وانفتاح السوق المحلية على الأسواق الخارجية وعوامل داخلية تتعلق أساسا بتراجع حاد على مستوى الانتاج نظرا لغياب الاستثمارات واستراتيجية تسويق واضحة.
ومن التوجهات الاستراتيجية المقترحة في برنامج إعادة هيكلة الشركة، ضبط وإنجاز برنامج استثمار يهدف الى تطوير نشاط المؤسسة وتحسين مردوديتها و تعزيز مكانتها في السوق و التحكم في كلفة الإنتاج الى جانب القيام بالتطهير المالي مع النهوض بمستوى الموارد البشرية وتطوير قدراتهم وإيجاد السبل الكفيلة بتحفيزهم.
وفي هذا الإطار فان تحقيق هذه الأهداف يعتمد على اتخاذ جملة من الإجراءات الأساسية تتعلق تمكين الشركة من قرض خزينة بمبلغ 25 مليون دينار لتغطية النفقات تهم 8 م د أجور الاعوان خلال الفترة الممتدة من شهر ماي 2022 إلى شهر سبتمبر 2022 و 10 م د لاقتناء العجائن و 2.4 م د خلاص مستحقات شركة التامين و 2 م د صيانة وحدة انتاج عجين الحلفاء ومصاريف أخرى.
مهدي الزغلامي
تم النشر في 24/06/2022