كشفت وكالة الأنباء العالمية رويترز، اليوم الجمعة، أن عملاقي النفط العالميين "شال" و"إيني " تستعدان للتفريط في عملياتهما للنفط والغاز في تونس، وذلك بالاستناد إلى مصادر في القطاع النفطي.
وأوضحت ذات المصادر لرويترز أن "شال" عيّنت بنك الاستثمار "روتشيلد أند كو" لبيع أصولها التونسية، التي تشمل حقلين بحريين للغاز ومنشأة إنتاج برية اشترتهم الشركة ذات الملكية الإنقليزية الهولندية المشتركة في إطار استحواذها على مجموعة بي.جي بقيمة 53 مليار دولار في 2016.
و حاولت شركة "شال" بيع أصولها التونسية سنة2017، لكنها تخلت عن العملية بسبب نزاعات قانونية طويلة مع الحكومة التونسية. وذكرت وكالة رويترز أن شال وروتشيلد لم تجيبا على طلبات للتعليق ، كما امتنعت إيني عن التعقيب.
أما الشركة الإيطالية إيني، التي تنشط في تونس منذ 1961، فقد عينت بنك الاستثمار لازارد لتولي عملية البيع. وأنتجت إيني نحو 5500 برميل من المكافئ النفطي يوميًا في تونس في 2019 ولديها تسعة امتيازات للنفط والغاز و تصريح تنقيب واحد في تونس وفقًا لموقعها الإلكتروني.
و تتزامن هذه التطورات مع وضع اجتماعي متدهور تعيشه تونس التي تكافح لآستقطاب مستثمرين جدد خلال السنوات الأخيرة.
و تعليقا على عمليات البيع المرتقبة، حذر الخبير الاقتصادي محمد الصادق جبنون من تداعيات هذه المسألة على سمعة تونس خصوصا أن الاضطرابات الاجتماعية لعبت دورا مهما في هذه القرارات.
و أوضح الخبير الاقتصادي أن الاضرابات العمالية و الاحتجاجات قرب مواقع الانتاج يكبد المستثمرين خسائر فادحة و يرفع سعر التكلفة خصوصا مع حدة المنافسة و نقص الطلب بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.
و أضاف جبنون، في تصريح لموقع "البورصة عربي"، أن من الأسباب الأخرى التي تدفع هذه الشركات الكبرى إلى المغادرة هو توجهها نحو إعادة الإنتشار و تفضيل الدول ذات الاحتياطات الكبرى و العمل على الاستثمار في الطاقات المتجددة التي تتقدم بنسق بطيء في تونس.
و شدد ذات المصدر على أن الاطار القانوني و الجبائي في تونس غير مشجع و هو ما ينفر المستثمرين و يدفعهم الى تفضيل مناطق أخرى أكثر مرونة.
و في وقت سابق من هذا الشهر ، قال المستشار الاسبق لوزير الطاقة،حامد الماطري، في تصريحات صحفية "من الطبيعي في ظل الظروف الحالية أن تخشى الشركات على مصالحها وتفضل الاستثمار في مكان آخر، لقد جابه المستثمرون في قطاع النفط جل أنواع العراقيل، مشاكل اجتماعية وسياسية وإدارة الأراضي وإضرابات ومعوقات ونزاعات تعاقدية، وضغوط وتأثيرات سياسية، وهذه هي الوصفة المثالية لتحويل أي مشروع واعد إلى خسارة فادحة"، حسب تعبيره.
أشرف الشيباني
تم النشر في 26/03/2021