version française ilboursa

رمضان 2024: نقص في الغلال وتوفر الخضر مع تزويد منتظم للحليب ووضع صعب للحوم الحمراء

لم يعد يفصل تونس وبقية الدول الإسلامية عن شهر رمضان سوى شهر (مبدئيا يوم 12 مارس 2024)، اذ تستعد كل الشعوب الإسلامية روحانيا لهذا الشهر المبارك وبالتوازي يستعدون اقتصاديا وماليا باعتباره احصائيا من ارفع الأشهر في السنة الذي تسجل فيه أكبر نسب الانفاق المالي والاستهلاكي.

ويُشكَل شهر رمضان في تونس حدثا اقتصاديا وتجاريا هاما تستعد له الحكومة لوجستيا لتامين تزويد منتظم بكل السلع والمواد الفلاحية الطازجة، كما تستعد له كل الاسر التونسية سيما وان نسبة الاستهلاك تزيد فيه بمعدل 20 في المئة مقارنة ببقية أشهر السنة.

ولكن بمرور الأعوام تتغير الاستعدادات التي صارت ترتكز في جانب كبير منها على التغيرات والتقلبات المناخية المؤثرة بدرجة كبير على نسق الإنتاج الفلاحي في عدة دول العالم ومنها تونس.

وبالتوازي مع تحدي تقلبات المناخ وتواضع الإنتاج الفلاحي، يبرز تحدي اخر في تونس يتجلى في إمكانية تسجيل "انفلات" في أسعار العديد من المنتوجات بمختلف أنواعها في ظل بقاء نسب التضخم في مستويات مرتفعة (7.8 في المئة في جانفي 2024) وخاصة تضخم المواد الغذائية التي لا تزال أرقاما مرتفعة تتجاوز في بعض الأحيان 14 في المئة وسط صعود مطالب النقابات بتعديل أجور الموظفين والعمال.

استعدادات مبكرة

انطلقت استعدادات الحكومة لشهر رمضان 2024 كالمعتاد بصفة مبكرة على مستوى ضبط الحاجيات على صعيد الإنتاج الفلاحي من خضر وغلال وتدعيم العرض بإمكانية توريد بعض المواد والمنتوجات.

وتكشف وثيقة حكومية صادرة عن وزارة التجارة وتنمية لصادرات رسمية حول الاستعدادات لتزويد السوق بالمنتجات الفلاحية خلال شهر رمضان 2024 تحصل "البورصة عربي " على نسخة منها، امكانية تواصل التجاوزات بمسالك التوزيع وتنامي الممارسات الاحتكارية خلال شهر رمضان مع إمكانية ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الحرة التي تشهد كثافة استهلاكية خلال شهر رمضان وخاصة مزيد تدهور القدرة الشرائية للمستهلك.

وبالنسبة الى المتوفرات من الإنتاج الفلاحي فان الوثيقة أظهرت ان شهر رمضان يتزامن هذه السنة مع فترة ما يسمى في المصطلح الفلاحي "فترة تقاطع الفصول" ما يعني إمكانية حصول اضطراب في الإنتاج الفلاحي لعدد من المنتوجات من خلال تواضع العرض مقابل ارتفاع الطلب الامر الذي قد يغذي تسجيل ارتفاع في الأسعار.

البطاطا

يُقدر الإنتاج المتوقع من مادة البطاطا لشهر رمضان بحوالي 20 ألف طن مع توفر مخزون تعديلي بحوالي 5000 طن وبالتالي تقدر المتوفرات الجملية بـ 25 ألف طن مقابل حاجيات استهلاكية خلال شهر رمضان بين 25 ألف طن و30 ألف طن.

وتقترح جهات الإنتاج ايضا مواصلة خزن الكميات المتبقية من المخزون التعديلي والمقدرة بحوالي 5000 طن للتدخل بها لتعديل العرض خلال شهر رمضان 2024.

وتتسم الوضعية الحالية من مادة البطاطا بتزويد منتظم انطلاقا من الإنتاج الآخر فصلي المقدر بحوالي 125 ألف طن مقابل 123 ألف طن إنتاج بعنوان موسم 2022 مع توفر مخزون التعديلي لدى المجمع المهني المشترك للخضر تقدر بحوالي 5000 طن متبقية من المخزون التعديلي لسنة 2023.

الطماطم والفلفل

أما الطماطم والفلفل فينتظر تزويد السوق خلال شهر رمضان انطلاقا من إنتاج الباكورات للطماطم والفلفل مع إمكانية تسجيل ارتفاع في أسعار البيع بالنظر لارتفاع كلفة إنتاج الزراعات المحمية (البيوت المكيفة).

وسيتم تزويد السوق من مادة البصل حاليا بصفة عادية انطلاقا من الإنتاج الشتوي ومن المنتظر مواصلة تزويد السوق بصفة منتظمة انطلاقا من الإنتاج الربيعي خلال شهر رمضان المقبل

لا اشكال في البيض واللحوم البيضاء

بالمقابل تظهر البيانات المتوفرة انه لن يكون اشكالا مطروحا في مادة البيض واللحوم البيضاء (لحوم الدواجن ولحوم الديك الرومي) اذ سيكون التزويد عاديا في رمضان القادم في تونس.

وتبلغ تقديرات الإنتاج خلال شهر رمضان 2024 حوالي 157 مليون بيضة مع برمجة تكوين مخزون تعديلي في حدود 23 مليون بيضة. وبالنسبة الى لحوم الدواجن فمن المنتظر تزويد السوق بصفة منتظمة انطلاقا من الإنتاج المبرمج لشهر رمضان والمقدر بحوالي 12 ألف طن. 

أما لحوم الديك الرومي ينتظر تزويد السوق بصفة منتظمة خلال شهر رمضان انطلاقا من الإنتاج المبرمج والمقدر بحوالي 6459 طنا خلال شهر مارس و6848 طنا خلال شهر أبريل/ نيسان 2024.

هل يتم توريد اللحوم الحمراء؟

يشهد قطاع اللحوم الحمراء في تونس نقصا هيكليا على مستوى الإنتاج مما أدى إلى ارتفاع أسعار البيع حيث بلغت معدلات كبيرة وصل الى معدل 45 دينارا للحم الضأن خاصة.

 ولتعديل العرض من هذه المادة الحساسة والضغط على أسعارها تم تكليف شركة اللحوم (حكومية) بتوريد كميات من اللحوم المبردة خلال سنة 2024 في حدود 1500 طن لحم بقري و500 طن لحم ضأن. لكنه الى حد الان اظهرت الاستشارات التي تم اطلاقها في الغرض، ان السعر المقترح لتوريد اللحوم الحمراء مرتفعا نسبيا

الحليب

بعد ازمة انتاج واضطراب في التوزيع في الأشهر الفارطة تم تسجيل تحسن في تزويد السوق بمادة الحليب نظرا لتحسن مستويات الإنتاج بالتزامن مع الدخول في فترة ذروة الإنتاج. ويتوقع خلال شهر رمضان تزويد السوق بصفة منتظمة خلال شهر رمضان باعتبار تزامنه مع فترة ذروة الإنتاج.

م.ز

تم النشر في 12/02/2024