version française ilboursa

رمضان 2023: نحو تكليف القطاع الخاص بتوريد كميات من الخضر وأسعار الغلال ستكون مرتفعة

يؤكد المشهد العام الحالي وخاصة الواقع الاقتصادي والتجاري أن شهر رمضان لسنة 2023 سيكون صعبا من حيث التزويد بعدد من منتوجات الخضر والغلال وما قد ينجر عن ذلك من تأثير على منحى الأسعار فلي ظل نسبة تضخم اخذة في الارتفاع من شهر لآخر اذ وصلت خلال شهر فيفري الحالي الى مستوى 10.2 بالمائة.

ولئن لم يبق عن حلول شهر الصيام، الذي يرتفع فيه الاستهلاك في تونس بنسبة تصل الى حوالي 20 بالمائة بالمقارنة مع بقية أشهر السنة، اقل من شهر فان الجهات الحكومية الساهرة على تامين انتظامية التزويد أبدت قلقها وانشغالها بخصوص التزويد نظرا لتزامن شهر رمضان (يحل مبدئيا في 23 مارس 2023) مع الفجوة الربيعية للإنتاج وضغوطات متوقعة على مادة البطاطا والبصل والغلال مع إمكانية تسجيل تواتر الاضطرابات في التزويد بالمواد المدعمة والأساسية (الزيت، السكر، القهوة).

وفي هذا الإطار وما علم به "البورصة عربي" من وفق معلومات متطابقة من وزارتي التجارة والفلاحة فانه سيتم ضبط برنامج هام وكبير من أجل تقليص قدر الإمكان من الضغوطات التي قد تظهر في الأيام التي تسبق شهر رمضان وخلال شهر الصيام، من ذلك وضع برنامج تعديل تزويد السوق عبر إحكام التصرف في عمليات الإنتاج والتوريد والتصدير والمخزونات التعديلية الى جانب ضمان انسيابية عمليات التوريد من طرف الدواوين والتسريع في آجال عرضها بالسوق مع تامين متابعة حركية تزويد السوق ومجابهة حالات النقص بالتنسيق مع المهنة.

وعلمنا في هذا الاتجاه ان النية ستتجه نحو تكليف الخواص بتوريد كميات من البطاطا والبصل الجاف وتمتيعهم بالامتيازات الجبائية علاوة على الحفاظ على مستويات الإنتاج المرجعية للحوم الدواجن والبيض والتسريع في تكوين المخزون التعديلي من مادة البيض.

وضعية الخضر

بالنسبة للخضر والبطاطا يُنتظر تسجيل نقص في العرض خلال شهر رمضان والفترة السابقة نتيجة تقلص في المساحات المزروعة مقارنة بالسنة الفارطة (نقص بحوالي 650 هكك)، إذ يقدر مستوى الإنتاج المتوقع حوالي 20 ألف طن مقابل معدل استهلاك شهري بين 25 و30 ألف طن.

ويشار الى انه تم ترويج كامل المخزون التعديلي لسنة 2022 خلال فترة فجوة الإنتاج الخريفية علما أنه تم خلال شهر رمضان 2022 تعديل العرض انطلاقا من المخزون المتبقي من سنة 2021 والمقدر بحوالي 9150 طنا.

ولضمان انتظامية التزويد خلال الفترة القادمة، تتجه النية نحو السماح للشركات الخاصّة بتوريد كميات من مادة البطاطا بين 5 آلاف طن و10 آلاف طن مع تمتيعهم بالامتيازات الجبائية المنصوص عليها بحسب التشريع القانوني الجاري به العمل.

وفيما يتعلق بمادة البصل تظهر المعطيات المتوفرة انه يُتوقع تسجيل تزويد عادي خلال شهر رمضان من البصل الربعي حيث يقدر الإنتاج بحوالي 20 ألف طن مقابل 15 ألف طن خلال رمضان 2022 في المقابل يشهد السوق في الفترة الحالية بعض الضغوطات على مستوى التزويد والأسعار لمادة البصل الجاف التي من شأنها أن تنعكس على مستويات الأسعار لبقية النوعيات.

وبهدف الضغط على الأسعار بصفة استباقية فانه سيتم السماح للشركات الخاصّة بتوريد كميات في حدود 3الاف طن من مادة البصل الجاف وتمتيعهم بالامتيازات الجبائية المنصوص عليها وفق التشريع القانوني الجاري به العمل.

أما بالنسبة الى مادتي الطماطم والفلفل فيتزامن شهر رمضان مع ذروة الإنتاج بالنسبة للزراعات المحمية للفلفل والطماطم حيث يقدر إنتاج شهر رمضان بحوالي 20 ألف طن من الطماطم و28 ألف طن من الفلفل مقابل على التوالي 23 ألف طن و27 ألف طن خلال رمضان 2022. وفي سياق متصل ينتظر تسجيل إنتاج متوفر تزويد منتظم في الخضر الورقية.

وضعية مغايرة للغلال

وعن وضعية الغلال فان البيانات المتحصل عليها تفيد بانها تعرف تزويد منتظم حاليا انطلاقا من إنتاج القوارص إضافة لمخزونات التفاح والإجاص. ومن المنتظر خلال شهر رمضان 2023 التعويل على إنتاج القوارص والفراولو والكميات المخزنة من التمور والتفاح والاجاص نظرا لعدم تنوع العرض من الغلال خلال الفترة الاولى من شهر رمضان ويتوقع بالتّالي تسجيل ارتفاع في أسعار بيعها خاصة وأن إنتاج القوارص والتمور يشهد نقصا السنة الحالية.

وتجدر الملاحظة انه سيتم خلال الثلث الاخير من شهر رمضان تزويد السوق ببعض إنتاج الغلال الصيفية البدرية (خوخ – مشمش) لكن بكميات ضئيلة واسعار مرتفعة. وحرصا على تعديل العرض والضغط على الأسعار تقترح الجهات الحكومية المسؤولة النظر في إمكانية تكليف الخواص بتنويع مصادر توريد مادة الموز للضغط على الأسعار خلال شهر رمضان، ودعوة مخازن التبريد للرفع من نسق ضخ المخزونات من التفاح والدقلة خلال شهر رمضان.

البيض

يُقدر الإنتاج المتوقع لشهر رمضان بـ 150 مليون بيضة مقابل معدل استهلاك بـ 175 مليون بيضة. ومن ضمن التوجهات التي يتم الاشتغال عليها من طرف الوزارتين، العمل على التسريع في تكوين المخزون التعديلي من هذه المادة في حدود 24 مليون بيضة حتى يتسنى تغطية حاجيات شهر رمضان.

منتجات الدواجن

وبالنسبة الى لحوم الدواجن فيبلغ معدل الاستهلاك خلال شهر رمضان في حدود 12 ألف طن بالنسبة لدجاج اللحم و6500 ألف طن للحوم الديك الرومي، بينما يكون مستوى الإنتاج المبرمج لشهر رمضان 2023 بين 11,7 و12 ألف طن من دجاج اللحم و6400 طن من لحوم الديك الرومي وهو ما يعني ان التزويد سيكون منتظما مع ضرورة دعوة مصالح وزارة الفلاحة للحفاظ على مستويات الإنتاج المذكورة.

اللحوم الحمراء

يقر جميع المتدخلين والمواطنين على ان السوق يشهد نقصا هيكليا في العرض باللحوم الحمراء مع ارتفاع متواصل في أسعارها مقابل، اذ يبلغ معدل الاستهلاك الشهري حوالي 11,8ألف طن (منها7100 طن لحم ضأن وحوالي 3900 طن لحم بقري حسب تقديرات وزارة الفلاحة) لكن المتوفر يقدر بحوالي 11 ألف طن من اللحوم الحمراء لشهر رمضان منها 5 آلاف طن لحوم أبقار و 5,7 ألف طن لحوم ضأن.

وللغرض تتجه النية نحو تكليف شركة اللحوم (عمومية) بتوريد كميات من اللحوم الحمراء المبردة او أغنام حية لتعديل العرض خلال شهر رمضان وتنظيم عروض تجارية تفاضلية بنقاط البيع التابعة لها خلال شهر رمضان 2023.

مهدي الزغلامي

تم النشر في 27/02/2023