version française ilboursa

رغم نزول الامطار وضعية الزراعات الكبرى تتراوح بين متوسطة إلى صعبة

في الوقت الذي استبشرت فيه العائلة الفلاحية الموسعة في تونس بنزول الغيث النافع بعد طول انحباس تواصل لأكثر من 3 أشهر لما لنزول الامطار من اثار إيجابية على سير الموسم الفلاحي والعديد من القطاعات، فإن قطاع الزراعات الكبرى قد تأثر بشكل لافت من نقص الامطار.

وبحسب المعطيات المتوفرة فقد تضررت بعض مناطق الإنتاج من الزراعات الكبرى على غرار جزء لا بأس به من ولاياتي الكاف وجندوبة ومساحات من ولاية سليانة، بينما عرفت ولايتي باجة وبنزرت تقدم عادي للموسم.

ومن شأن نقص الامطار في فترات هامة من موسم البذر ان يؤثر بشكل هام على الإنتاج النهائي من الحبوب اذ ان تونس تعتزم في هذا الموسم على انتاج 19 مليون قنطار (وفق وثيقة الميزان الاقتصادي لسنة 2023)، الامر سيكون صعبا على بلوغ هذه الكميات ليرتفع بالتالي توريد البلاد من حاجياتها من الحبوب.

وعن تقدم موسم الزراعات الكبرى في تونس فقد أظهرت المعطيات الإحصائية التي تحصل عليها "البورصة عربي"، انه تبعا لنقص الامطار في الأشهر الفارطة فان الحالة العامة للزراعات الكبرى تتراوح بين متوسطة الى حسنة بولايات بنزرت وجندوبة وباجة مع وجود بعض المساحات في حالة صعبة وترجع خاصة الى الزراعات المتأخرة.

كما تراوحت الحالة العامة من متوسطة الى صعبة في مناطق اريانة ومنوبة وبن عروس ونابل وبعض مناطق ولاية زغوان وشمال ولاية سليانة وشمال ولاية الكاف. وفي المقابل لم يقع الانبات في اغلب الزراعات المطرية بولايات زغوان والقيروان والقصرين وسيدي بوزيد وجنوب ولاية سليانة وجنوب ولاية الكاف.

وبلغت المساحات المبذورة حبوبا حوالي 964 ألف هكتار من جملة 1 مليون و283 ألف هكتار مبرمجة أي بنسبة 75 بالمائة منها قرابة 831 ألف هكتار بالشمال و133 ألف هكتار بالوسط والجنوب. وتوزعت المساحات المبذورة حسب الأصناف على قمح صلب 509 الاف هكتار وقمح لين 52 ألف هكتار وشعير 394 ألف هكتار وتريتيكال 9.6 الاف هكتار.

هذا وبلغت كميات البذور الممتازة الموضوعة للموسم الجديد حوالي 347 ألف قنطار من جملة برنامج توزيع في حدود 349 ألف قنطار. ويشار في هذا الصدد الى ان كل موسم زراعات كبرى يتم تسجيل صعوبات في التزود بالبذور الممتازة وسط تذمر الفلاحين ولا سيما عبر المنظمة الفلاحية بينما ترد وزارة الفلاحة عبر هياكلها بنفي النقص الحاصل في توفر البذور الممتازة.

ولإنجاح الموسم دعت وزارة الفلاحة الى استغلال كل إمكانيات الري التكميلي المتاحة بالمناطق السقوية العمومية والخاصة للرفع من مردودية الحبوب والاعلاف في ظل الوضع المناخي الذي اتسم في الأشهر السابقة بشح الامطار.

واوصت الوزارة أيضا بإعطاء الأولوية في التزود بمياه الري لمكثري بذور الحبوب حتى يتم تامين حاجيات الموسم القادم من البذور الى جانب استغلال مصادر المياه غير التقليدية على غرار المياه المعالجة لري الاعلاف.

وأفاد المرصد الوطني للفلاحة ان واردات تونس من الحبوب تطورت ب33.4 بالمائة موفى ديسمبر 2022 مقارنة ب2021 لتبلغ مستوى 4552.3 مليون دينار. ومثلت حصة واردات الحبوب 50.8 بالمائة من إجمالي الواردات الغذائية المسجلة إلى موفى ديسمبر 2022. وخصّت هذه الشراءات بالأساس القموح بقيمة 2757.2 مليون دينار أي ما يعادل 60،6 بالمائة من واردات الحبوب.

مهدي الزغلامي

تم النشر في 31/01/2023