version française ilboursa

رئيس المجمع الوطني للمخابز العصرية بكوناكت يكشف حقائق صادمة عن التلاعب بالدعم في الفارينة والخبز في تونس

كشف عبد الكريم بن محرز رئيس المجمع الوطني للمخابز العصرية بكنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية (كوناكت) عن حقائق صادمة تخص التلاعب بمادة الفارينة الموجهة لصنع الخبز وحجم الفساد المستشري في منظومة الخبز في تونس.

قدم المسؤول معطيات وأرقام تبرز حجم سوء التصرف في منظومة الفارينة المدعمة ما يساهم في اهدار المال العام وخاصة تفاقم تبذير الخبز وتوجيهه الى علف للماشية. وتطرق في حوار مع "البورصة عربي" الى حجم الضغوطات والتضييقات التي تتعرض لها المخابز العصرية لتعطيل نشاطها لا سيما وان منتوجها من الخبز يلاقي الاقبال الهام من المواطنين.

وقال عبد الكريم بن محرز ان أصحاب المخابز العصرية والتي يبلغ عددها 1200 مخبزة موزعة على كامل تراب الجهورية وتوفر حوالي 12 ألف موطن شغل تعرف العيديد من الصعوبات والضغوطات المسلطة عليها.

وشدد على ان الوضع وصل الى مرحلة الهرسلة والتضييق على عمل هذه المخابز لكونها تقدم نوعية جيدة من الخبز وتصنع المرطبات بأسعار مناسبة ومعقولة.

وافاد ان المجمع تقدم لجل وزراء التجارة المتعاقبين على وزارة التجارة منذ سنة 2016 بمقترحات عملية وحلول ناجعة لمعالجة منظومة الخبز في تونس وخاصة منظومة الدعم ولكن لم تلق هذه الحلول الصدى الإيجابي معربا عن اسفه من تجاهل وزراء التجارة لطلبات مجمع الوطني للمخبز العصرية.

واستدرك المتحدث انه في كل لقاء مع وزير للتجارة يتم لمس فيه الجدية والحرص على اصلاح منظومة الخبز والدعم غير ان تغيير الحكومات وبالتالي تغيير وزراء

التجارة يطيح بكل عمل إصلاحي بما يؤخر عملية الإصلاح التي يعتقد انها تأخرت كثيرا وانه حان الوقت في الظرف الاقتصادي الذي تمر به تونس ان يقع الانكباب الجدي والفعلي على الإصلاح الشامل والجذري لمنظومة قال انه ينخرها الفساد وسوء التصرف.

صعوبات واشكاليات

وعن أبرز الإشكاليات المتصلة بمنظومة الخبز في تونس قال عبد الكريم بن محرز إن القطاع يعرف العديد من الإشكاليات الهيكلية انطلاقا من المن المنظومة التشريعية التي تعود الى ما قبل الاستقلال وتحديدا الى سنة 1948 المتعلقة بتركيبة الأسعار واعتبرها بالية وانه حان الوقت لإعادة النظر فيها.

وبين ان الباعث عند رغبته في بعث مشروع مخبزة عصرية تنشط في صناعة الخبز والمرطبات يقوم بجميع الإجراءات ويحصل على سجل تجاري بالسجل الوطني للمؤسسات ويحصل على شهادة بالوجود (باتيندا) ويقوم بخلاص اداءاته إثر الانتهاء من جميع الإجراءات الخاصة بصلوحية المحل.

ولفت في هذا الإطار الى انه رغم هذه الإجراءات والاعتراف القانوني بالمخابز العصرية غير انه يتم تصنيفها مخابز عشوائية وغير منظمة وتمارس منافسة غير نزيهة للمخابز الأخرى.

وتطرق الى مشكلة التزود بالفارينة غير المدعمة صنف (PS -7) التي اعتبرها معضلة كبرى لافتا الى انه تم اصدار مَقرَر مؤخرا صادر عن وزير للتجارة يفرض على المخابز العصرية الحصول على فارينة مُعبَأة في أكياس من سعة 20 كلغ لكن ثمنها مرتفع جدا، موضحا ان الفارينة غير المدعمة يبلغ ثمنها 52 دينارا وان الكيس منها يتم تصنيع منه حوالي 560 خبزة صغيرة (باقات)

وكشف ان قرارات لوزيري تجارة سابقين اجبروا أصحاب المخابز العصرية على تصنيع خبز بأقل من وزنه القانوني المعمول به والنزول به من 220 غرام للباقات الى 160 غرام من اجل إرضاء أطراف أخرى تمارس الضغط على الوزارة وتهدد بالإضراب لتوفير الخبز.

ولاحظ المتحدث في هذا الصدد ن المخابز العصرية لم تشارك أي اضراب بل افشلت ثلاثة إضرابات سعت الى تنفيذها الغرفة الوطنية النقابية لأصحاب المخابز التابعة لمنظمة الاعراف.

ووصف هذا القرار بالفخ حتى يعزف المواطنون على اقتناء الخبز من المخابز العصرية المتهمة بكونها تمثل منافسا غير نزيه لأصحاب المخابز التقليدية متهما هذه الأخيرة بممارسة ضغط على وزراء التجارة وتهديدهم باستمرار بالإضراب.

وأضاف المتحدث ان النشاط الرئيسي لتعاطي النشاط هو صنع الخبز وان قرارات وزيري التجارة ألزمهم بعدم اشهار اللافتات التي تعرف بكونها مخبزة والحال ان التصريح بالوجود (الباتيندة) ينص على ان النشاط هو صنع الخبز أي مخبزة مشيرا الى الكم الهائل من التناقضات الحاصل في الغرض.

تهمة المخابز العشوائية

وعن التهمة الملتصقة دوما بأصحاب المخابز التقليدية بكون المخابز العصرية تشتغل في إطار غير منظم وأنها مخابز عشوائية، استغرب عبد الكريم بن محرز من هذه المسالة متسائلا كيف يقع توصيف المخابز العصرية بكونها مخابز عشوائية وهي تقوم بخلاص الاداءات والمعاليم (جباية وصناديق اجتماعية).

كما تساءل عن تصنيف هذه المخابز بالعشوائية وهي مسجلة في السجل الوطني للمؤسسات وان "الباتيدنة" مودعة في القباضات المالية، مشددا على ان المخابز العصرية منذ دخولها الى السوق أحدثت نقلة نوعية في القطاع لأنه تم ادخال التقنيات الجديدة في تصنيع الخبز والحرص على احترام الجودة.

وقال ان" ما يروج بخصوص المخابز العصرية استبلاه للمواطن التونسي الذي يقبل بكثافة على هذه المخابز وتجني عليها".

لب الاشكال

وأفاد ان لب الاشكال يدور حول مسالف صنع المرطبات التي قال انها لا يقع تصنيعها بواسطة الفارينة المدعمة وانما الفارينة غير المدعمة مخصصة لصناعة المرطبات ولها دعم في مستوى معين

وبيَن انه عند تصنيع الخبز بالفارينة غير المدعمة تعد إضافة في قطاع صنع الخبز في تونس لان الدعم الموجه الى الخبز يعد مهولا.

التلاعب في الفارينة المدعمة

وأضاف المسؤول بكوناكت ان المخابز التي تتمتع بالدعم تنقسم الى صنفين صنف "أ" المخصص لصنع الخبز الكبير والدولة تدعمه بشكل هام اذ ان الدولة تمنح أصحاب المخابز الفارينة بقيمة 60 دينار للكيس الواحد ثم تعيد لهم 240 دينار أي تمنحهم 10 أطنان فارينة ب 600 دينار ثم تعيد لهم 1800 دينار.

واستغرب ان الطن الواحد من الفارينة المدعمة يتكلف أكثر من قيمته وتصنيعه وهو امر لا يحصل الا في تونس وهي مغالطة كبيرة ولا بد من إعادة النظر فيها.

ولاحظ من جهة أخرى ان الحصة الممنوحة لمخبزة تقليدية تحافظ على نفس كمية الفارينة المدعمة التي فتحت بجانبها أربعة او مخابز أخرى أي ان عدد حرفاء المخبزة سوف يتراجع وينقسم على بقية المخابز المتواجدة في نفس المحيط السكاني.

وفي هذه الحالة وجب اليا مراجعة الحصة الممنوحة من الفارينة المدعمة الامر الذي لا يقع تطبيقه ما يفتح أبواب الفساد على مصراعيه والتلاعب بالفارينة المدعمة وبيعها فارينة فقط او تصنيعها في شكل خبز متدني الجودة ليقع لاحقا بيع الخبز كغذاء للماشية ويصل سعر كيس الخبز الى أكثر من 7 دنانير.

كما يتم تحويل الخبز الراجع الى الخبز الى بعض المنتوجات الأخرى على غرار صنع الكاكي و (chaplure) وبيعه للمحلات التجارية ما يعني ان الربح يكون مضاعف.

وبحسب رايه سينجر عن هذه الوضعية اتلاف الخبز الذي قاد الى تسجيل خسارة بقيمة 100 مليون دينار سنويا جراء تبذير الخبز عكس الخبز الذي يتم تصنيعه من طرف المخابز العصرية الذي يلاقي الاقبال من المواطنين.

وتحدث عبد الكريم بن محرز عن مسالة المخابز من صنف "ج" المخصصة لصنع الخبز الصغير (الباقات) والمرطبات وهو نفس نشاط المخابز العصرية يتمتعون أصحاب المخابز التقليدية بحصة من الفارينة المدعمة بقيمة 180 دينار ثم تعيد لهم الدولة 240 دينار أي انه يحصل على الفارينة مجانا والدولة تضيف له 600 دينار على كل 10 أطنان فارينة والحال ان صاحب المخبزة التقليدية من صنف ج ينشط في نفس نشاط المخبزة العصرية.

واستغرب من الادعاءات الباطلة لأصحاب المخابز من صنف ج بكونها تسجل خسائر فادحة وتتهم المخابز العصرية بانها تنافسها بشكل غير قانوني بل ذهب المتحدث الى ابعد من ذلك ان بعض أصحاب المخابز التقليدية أصبحت تمتلك مخابز عصرية وينقلون الفارينة المدعمة من المخبزة المصنفة تقليدية الى المخبزة العصرية معتبرا ذلك فساد كبير في القطاع وتلاعب بالمال العام وجب التصدي اليه.

ودعا عبد الكريم بن محرز الساهرين على قطاع المخابز في تونس الى أهمية تشريك أصحاب المهنة ومن ضمنهم أصحاب المخابز العصرية الذين يظلون منفتحين على كل عملية اصلاح جدية والدفع باتجاه تنظيم القطاع معتبرا ان السوق التونسية تتسع لكل أنواع المخابز وان الفيصل الوحيد هو المنافسة الشريفة والنزيهة.

 دراسة جديدة حول منظومة الخبز

وعما إذا تقدم المجمع الوطني للمخابز العصرية بمنظمة كوناكت بطلب رسمي الى وزارة التجارة للترفيع في سعر الخبز في تونس ابرز عبد الكريم بم محرز ان المجمع انجز مؤخرا دراسة في الغرض تتعرض الى منظومة الخبز في تونس.

وتم الاستئناس في الدراسة بتجارب بعض الدول القريبة من تونس على غرار المغرب ونجحت في تنظيم منظومة الخبز في بلدانها علاوة على ابراز اهم ثغرات المنظومة مساعدة البلاد على جني مئات ملايين الدينارات والخلص من اهدار الخبز.

كما خلصت الدراسة، التي ستكون محور ندوة صحفية قريبا، الى تقديم عديد التوصيات ومسالك التفكير لتنظيم وإعادة هيكلة منظومة الخبز في تونس

مهدي الزغلامي

تم النشر في 10/12/2021