version française ilboursa

خضر مصريّة غير مراقبة تكتسح الأسواق التّونسيّة

أدّى ارتفاع أسعار الخضر في الأسواق التّونسيّة إلى ازدهار التوريد المكثّف من ليبيا التي تستقبل شحنات من الخضر والفواكه المصريّة منخفضة التكلفة، وسط شكوك حول مدى ملائمتها لمعايير الجودة والسلامة.

و قال عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين، شكري الرزقي، أنّ شحنات الخضر المستوردة الموجودة في الأسواق التّونسيّة لم تمرّ جميعها بالمسالك الرسميّة، ما يعني أنّ جانبا منها لم يخضع على الأرجح لمراقبة طبيّة تثبت خلوّها من الأمراض.

و أبرز الرزقي ، في تصريح لموقع "البورصة"، أنّ تعزيز المبادلات التجاريّة مع ليبيا لا يجب أن يكون على حساب المنتوجات الفلاحيّة الوطنيّة خصوصا أنّ معظم الخضر المستوردة متوفرة لدى الفلاحين التونسيين.

و يأمل عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين أن لا يتكرّر سيناريو شحنات البطاطا المصرية التي أغرقت الأسواق قبل سنتين رغم رفض المخابر الطبية الحكومية و هو ما أثّر على جودة البطاطا المحلية لأنّ جانبا منها استخدم كبذور رغم أنّها غير صالحة للزراعة.

بدوره، اعتبر عضو المكتب التنفيذي لإتحاد الفلاحين المكلف بالأشجار المثمرة ومسالك التوزيع، ابراهيم الطرابلسي، أنّ استيراد الخضر المصريّة رسالة سلبيّة للفلاح التونسي، منوّها إلى أنّ هذه الشحنات التي استقدمت بدعوى تعديل السّوق ستهدّد الموسم الفلاحي الذي مازال متأثرا بتداعيات أزمة الأمونيتر الأخيرة.

وشدّد الطرابلسي، في تصريح لموقع "البورصة"، على غياب إرادة حقيقيّة لإنقاذ القطاع قائلا :" أثناء اجتماعنا مع وزير التجارة اتّفقنا على عدم قبول شحنات الخضر المصريّة  لكن هذا الأخير كان على علم أنّ السلع بصدد الدخول إلى الأراضي التونسية وهذا غير مقبول."

وأوضح ذات المصدر أنّ دولا خليجيّة رفضت مؤخرا شحنات خضر مصريّة لافتا إلى أنّ نقيب المزارعيين المصريين قد اعترف بأنّ 90% من الخضر و الفواكه المحليّة تُسقى بمياه الصرف الصحّي.

و تفاعلا مع هذا الجدل، نشرت وزارة التجارة بلاغا توضيحيا، اليوم الخميس، حول إجراءات توريد الخضر والغلال، لكنّها لم تقدّم تفاصيل عن أيّة إجراءات للتأكد من سلامة هذه السلع وخلوّها من الأمراض أو الفيروسات قبل اجتيازها للمعابر الحدوديّة.

و في سبتمبر2016، حذر تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية، من صادرات مصر الفلاحيّة (الخضر والفواكه والأغذية) وعلى رأسها الفراولة، التي يتم ريها بمياه المجاري، مشيراً إلى أنها قد تتسبب في إصابة المستهلك بمرض الكبد الوبائي من نوع "إيه".

و أضاف التقرير ذاته أن الخضر المجمدة المستوردة من مصر (على غرار الملوخية و القناويّة) يتم غسلها بمياه ملوثة؛ ما قد يصيب متناوليه بمرض الكبد الوبائي لاحتوائها على بقايا مخلفات بشرية.

وعقب نشر ذلك التّقرير، أعلنت دول  عديدة كالأردن والإمارات والسعودية والسودان والكويت و روسيا عن تشديد رقابتها على السلع الفلاحيّة مصرية المنشأ.

أشرف الشيباني 

تم النشر في 18/02/2021