علم "البورصة عربي" أن صابة تونس من الحبوب للموسم الفلاحي 2022/2023 ستكون في حدود 5 ملايين قنطار(قمح لين وصلب وشعير) في اضعف حصيلة تعرفها تونس في العشرين عاما الأخيرة وفق تقديرات شبه رسمية من الدوائر الفلاحية في البلاد.
وأنتجت تونس في الموسم الفارط صابة حبوب بلغت 19 مليون قنطار وتم تجميع حوالي 7 ملايين قنطار. ومن المنتظر وفق ذات المصادر أن يتم تجميع زهاء 2 مليون قنطار من الحبوب بإعطاء الأولوية القصوى في تجميع البذور لغرض تامين الموسم الفلاحي المقبل. وتعرف تونس حالة من الجفاف تقريبا للعام الرابع على التوالي اتسمت بنقص فادح من الأمطار اثر بشكل سلبي خاصة على موسم الزراعات الكبرى.
وبحسب معاينات مختلف فرق الإرشاد الفلاحي وتقييم اتحاد الفلاحين فان أهم مناطق الإنتاج الحبوب في تونس وهي ولايات بنزرت وباجة وجندوبة وزغوان شهدت نقصا في الإنتاج بنسبة وصلت إلى 50 بالمائة بينما شهدت مناطق أخرى مثل الكاف وسليانة وجانب من القيروان اجاحة بنسبة 100 بالمائة.
ومن المنتظر أيضا ان تعرف العديد من المناطق الفلاحية في البلاد المختصة في زراعة الحبوب سواء القمح الصلب أو اللين أو الشعير وخاصة الزراعات المطرية نسب اجاحة عالية جدا تصل الى 100بالمائة.
وتم خلال هذا الموسم زراعة حوالي950 ألف هكتار من الزراعات الكبرى من ضمن مساحة قابلة للبذر بنحو 1.5 مليون هكتار،علما وان لم تتعد المساحة المبذورة في الموسمين الأخيرين 1 مليون هكتار. وتعود اضعف حصيلة في صابة الحبوب لتونس إلى عام 2000 لما بلغ المحصول حوالي 8 ملايين.
ووفق المعلومات المتحصل عليها فان موسم الحبوب الكارثي سيؤثر بشكل كبير جدا على نسق واردات تونس من الحبوب وخاصة القمح اللين بإمكانية تامين كامل حاجيات تونس من الحبوب عبر التوريد في ظل الصابة الهزيلة.
ومن غرائب الموسم الفلاحي الحالي وفق المعلومات المتحصل عليها ان تونس قد تضطر إلى توريد حاجياتها من التبن (القرط) من الخارج وتحديدا من أوروبا بالعملة الأجنبية في تأكيد على دقة الوضع وموسم الحبوب الكارثي.
وفي هذا الإطار فن قيمة توريد الحبوب لتونس قد ترتفع إلى نحو1.17مليار دولار (ما يعادل 3.5 مليار دينار) أي ما يساوي قيمة القرض الذي ترغب تونس الحصول عليه من صندوق النقد الدولي والمقدر ب 1.9(5.7 مليار دينار). يشار الى ان الولايات المتحدة الامريكية كانت قد قدمت هبة لتونس تتمثل في حوالي 25 الف طن من الحبوب.
واعلنت السفارة الأمريكية بتونس بتاريخ 21 افريل 2023 عن وصول باخرة محملة بأكثر من 25 ألف طن من القمح الأمريكي الصلب لـ"مساعدة الشعب التونسي في مواجهة نقص الإمدادات الناتج عن الغزو الروسي على أوكرانيا".
وقالت إن "الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي قاما بالشراكة مع ديوان الحبوب بتوفير هذا المكون الأساسي لخبز الطابونة والكسكسي والمقرونة وغيرها من الأطعمة التي تعتمد على الحبوب".
مهدي الزغلامي
تم النشر في 10/05/2023
