version française ilboursa

حرائق الغابات في تونس خلال الصائفة تسببت في خسائر بقيمة 75 مليون دينار

تسببت الحرائق المسجلة في مختلف الغابات التونسية خلال الصائفة الأخيرة خاصة في خسائر مالية للمجموعة الوطنية وللبيئة بقيمة 75 مليون دينار اثر نشوب اكثر من 300 حريق على مساحة تقدر ب 25710 هكتار.

وكشف رئيس مصلحة حماية الغابات بالإدارة العامة للغابات بوزارة الفلاحة زهير بن سالم في تصريح لـ"البورصة عربي" أن هذه الحرائق تكلف تونس ميزانية هامة اذ تقدر كلفة إعادة تشجير المساحة المحروقة بـ9 آلاف دينار للهكتار الواحد في حين أن كلفة المساحة المحترقة تتراوح بين 20 و 50 آلف دينار للهكتار الواحد حسب الكثافة ونوعية الغابة هذا إلى جانب أن المدة الزمنية اللازمة لتجديد الغابة تقارب الـ30 سنة.

وبحسب هذه التقديرات فإن الخسائر المادية التي سببتها الحرائق المندلعة خلال هذه الصائفة يمكن قدرت بنحو 75 مليون دينار كأدنى تكلفة باحتساب تكلفة الهكتار الواحد حوالي 30 ألف دينار بما فيها تكلفة إعادة التشجير.

وشهدت تونس خلال هذه الصائفة نشوب 308 حرائق أتت على مساحة جملية تقدر بـ25710,3 هك موزعة على 14122 هك (55 %) داخل المناطق العسكريّة المغلقة ومناطق العمليات العسكرية الراجعة بالنظر إلى ولايتي القصرين وسيدي بوزيد وذلك بجبال الشعانبي والسلوم وسمّامة وتيوشة وطم صميدة ومغيلة، و11587 هك (45 %) بالغابات والغابات الشعراء وأهمها بولايات جندوبة والكاف والقيروان وبنزرت ونابل وزغوان حيث تم تسجيل 95 حريق خلال الفترة الممتدّة من 23 جويلية إلى 20 أوت 2021 أتلفت حوالي 9158,2 هك.

وبحسب ذات المصدر فقد  اندلعت هذه الحرائق بولايات بنزرت وزغوان ونابل وباجة وجندوبة وسليانة والكاف والقيروان وقد تمّ تسخير كل الإمكانيات المتاحة من وسائل إطفاء ومعدّات ثقيلة ويد عاملة لتأمين التجمّعات السكانيّة وحمايتهم من طرف أعوان الغابات والحماية المدنية وذلك بالتنسيق مع وحدات الجيش الوطني بالتدخّل الجوّي في مناسبات عديدة ومصالح التجهيز والإسكان والبنية الترابية على غرار حريق جبل زغدود من معتمدية الوسلاتية بولاية القيروان وحريق جبل تكرونة من معتمدية ساقية سيدي يوسف بولاية الكاف وحريق جبل علاّم بمنطقة فج حسين من معتمدية غار دماء بولاية جندوبة.

حرائق ذات طابع اجرامي

واستعرض المسؤول أبرز أسباب اندلاع حرائق الغابات خلال الصيف والتي تعود اساسا لـموجة الحرّ الشديدة التي اجتاحت البلاد التونسيّة والتي تزامنت مع هبوب رياح الشهيلي ممّا ساعد على انتشار النيران وتسبّبت أحيانا في إعادة اندلاعها.

كما لاحظ تعدد الحرائق في أماكن منعزلة وفي ساعات متأخّرة من اللّيل كان البعض منها أثناء عمليات الإطفاء مما أثر ذلك سلبا على نجاعة التدخل والسيطرة على النيران من جراء تشتت جهود الوحدات المتدخلة، مشيرا في هذا الصدد إلى توفر قرائن تؤكد على الجانب الإجرامي، على غرار اندلاع الحرائق ليلا وبمناطق ومواقع نائية يصعب الوصول إليها للتدخّل، بنوايا مبيتة لغاية تعقيد مهمّة الوحدات المتدخلة، حيث تمّ تسجيل 17 حريقا اندلع في ساعات متأخّرة من اللّيل خلال الفترة الممتدّة من 01 إلى 14 أوت 2021.

وقد تم إحالة مجموعة من المشبوهين فيهم على النيابة العمومية للبحث والتحقيق. وقامت مصالح الغابات بتحرير محاضر في الغرض وتوجيهها إلى السيد وكيل الجمهورية مرجع النّظر.

برنامج لغراسة مليوني شجرة

ومن جانب اخر افاد زهير بن سالم انه في إطار الحرص على التقليص من خسائر هذه الحرائق فان الإدارة العامة للغابات تستعد لغراسة مليوني شجرة بالمناطق التي طالتها الحرائق صيف 2021 وأدت الى إتلاف آلاف الهكتارات، مضيفا أنّ هذه الحملة التي ستنطلق منتصف شهر نوفمبر 2021 لتتواصل إلى غاية شهر مارس 2022، وتهدف الى دعم المجهود الوطني في التشجير وتنمية الغطاء الغابي في تونس.

وشدد على ان الحملة ستكون تشاركيّة في كامل أنحاء الجمهورية ومع كافة مكونات المجتمع لغراسة الأشجار بالمناطق الخضراء والحدائق والمنتزهات وبكل المؤسسات خاصة التربوية والصحية.

الأهمية الاقتصادية للغابات

وتمتد الغابات في تونس على مساحة تقدر بـ1.25 مليون هكتار منها مليون هك من نباتات سريعة الاشتعال (صنوبريات وغابات شعراء)، وتساهم الغابات في الاقتصاد الوطني بنسبة 1.33 بالمائة من الناتج المحلي الخام لتونس و14 بالمائة من الناتج المحلي الخام الفلاحي، كما تساهم الغابات في خلق مواطن شغل عبر ادماج متساكني الغابات في المشاريع التنموية ويمكن في هذا الخصوص ذكر مشروعين هامين هما مشروع التصرّف المندمج للغابات الياباني ومشروع التصرّف المندمج في المناطق أللأقل نموا مع البنك العالمي.

وتنتهج الإدارة العامة للغابات الخطّة الوطنيّة لحماية الغابات من الحرائق والتي تهدف أساسا إلى حماية مليون هك متكّون من الغابات الطبيعيّة والغابات المحدثة والغابات الشعراء وتقليص معدّل المساحات المحترقة إلى أقل من 1 هك للحريق الواحد.

كما ترمي هذه الخطة الى حماية متساكني الغابات المقدرّ عددهم بمليون ساكن تقريبا وحماية التنوّع البيولوجي وتحقيق إنتاج غابي مستدام علاوة على إدماج متساكني الغابات في منظومة تنمية وحماية الغابات من الحرائق وتنمية البحث العلمي في مجال الوقاية وحماية الغابات من الحرائق.

حسام الطريقي

تم النشر في 28/09/2021