تستهدف تونس خلال هذا العام تصدير حوالي 70 ألف طن من الغلال الصيفية مع تسجيل عائدات ارفع من التي تم تحقيها العام الفارط بالرغم من تراجع صابة الغلال بسبب العوامل المناخية التي اثرت على المحصول.
وتمكنت تونس خلال السنة الفارطة من ترويج 68 اف طن من الغلال بقيمة 177 مليون دينار 90 بالمائة منها موجة نحو السوق الليبية مستفيدة من أسعار التصدير التي اعتبرها المختصون والمصدرون جد مناسبة وبإمكانها تعويض النقص الحاصل في الإنتاج الوطني.
وبخصوص سير موسم تصدير الغلال لهذا العام فقد انطلق موسم التصدير نحو ليبيا (خوخ ونكتارين) والخليج (خوخ ونكتارين ومشمش) وانه يتواصل بنسق تصاعدي حيث فاق الطلب العرض بكثير والأسعار مجزية للمنتجين وفق المؤشرات الإحصائية التي تم تقديمها.
وتعد الأسعار مناسبة جدا بالنسبة لأصناف الغلال الممتاز بين 3 و3.5 دينار للكلغ وبالنسبة للبقية يتم تسويقها بسعر يتراوح بين 1.8 2.5 دينار للكلغ. كما ينتظر ان ترتفع أسعار التصدير أكثر مع بداية جني خوخ بوطبقاية نظرا للطلب الهام عليه من المستهلك الليبي. ووضع المجمع المهني المشترك بالتعاون مع الجهات المعنية برنامجا خصوصيا للترويج للغلال التونسية في مختف التظاهرات الإقليمية والدولية.
وتشارك تونس حاليا (من 7 الى 13 ماي) في المعرض الدولي بطرابلس اذ سيتم طيلة أيام المعرض تنظيم لقاء عمل بين مصدرين من تونس وموردين من ليبيا للمنتجات الفلاحية.
وسيتم خلال الفترة من 3 الى 5 أكتوبر المقبل المشاركة في الصالون الدولي "فروت اكشن" بإسبانيا الى جانب المشاركة في معرض جده الزراعي الدولي من 17 الى 20 سبتمبر 2023.
وتظهر المعطيات المتوفرة ان العوامل المناخية (بسبب النقص الكبير للأمطار) اثرت على سير موسم الغلال الصيفية في تونس التي سجلت تراجعا في الإنتاج الوطني بنسبة تجاوزت 24 بالمائة لكن بوادر التصدير تلوح واعدة في ظل الأسعار المجزية جدا.
ويُقدر الإنتاج الوطني من الغلال ب 223 ألف طن لموسم 2022/2023 مقابل انتاج ب 5ر294 ألف طن في الموسم الفارط. واظهرت البيانات، ان موسم انتاج الغلال الصيفية شهد تأخيرا بحوالي 20 يوما في مرحلة النضج خاصة بالنسبة للأصناف البدرية مقارنة بالموسم الفارط.
وشمل هذا النقص كل الغلال بنسب متفاوتة وخاصة منها انتاج اللوز الجاف حيث قدر انتاجه بحوالي 46.2 ألف طن مسجلا تراجعا بنسبة 33.5 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط والخوخ بإنتاج 116 ألف طن مقابل 153 ألف طن العام الفارط مع تسجيل نقص في المشمش اذ سيبلغ المحصول هذا العام 32 ألف طن مقابل 37 ألف طن الموسم الماضي.
وشمل النقص ايضا النكتارين الذي تراجع انتاجه بنسبة 24 بالمائة من 2600 طن الى قرابة 2000 طن الى جانب تراجع العوينة التي سيبلغ انتاجها 16.4 الف طن هذا الموسم مقابل 20 الف طن العام الفارط مع نقص ملحوظ في انتاج حب الملوك بنسبة تجاوزت 17 بالمائة.
ويعود هذا النقص إلى العوامل المناخية التي أثرت على فيزيولوجيا أشجار الغلال في مختلف مراحلها وخاصة انخفاض ساعات البرد للعديد من الأصناف الى جانب تواصل ارتفاع درجات الحرارة خلال شهري نوفمبر ديسمبر وخلال عدة مراحل من النمو.
كما أثر الانحباس المتواصل للأمطار لعدة مواسم وتأثيرها على مستوى المتوفرات من مياه الري مما أدى إلى التقليص من حصص الولايات المعنية والتزويد بطريقة غير منتظمة الامر الذي أدى الى تقليع العديد من الاصناف البدرية للخوخ والنكتارين بمناطق الانتاج (ولاية سيدي بوزيد) وذلك لندرة المياه وتعويضها بغرسات الزياتين
مهدي الزغلامي
تم النشر في 12/05/2023
