تراجع عدد المنخرطين في شبكة الغاز الطبيعي في السنوات الأخيرة من معدل نمو بين 7 و10 بالمائة خلال الفترة 2012/2016 ليتدنى إلى تطور ضئيل ما بين 3 و4 بالمائة في الفترة 2017/2019
ووفق معطيات إحصائية استقيناها من الشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) فان عدد المنخرطين الجدد في شبكة الغاز الطبيعي وصل في سنة 2016 إلى 72 ألف ليتراجع إثر ذلك إلى 34 ألف في 2019.
ويقول مسؤول بالستاغ في هذا الإطار إن الإشكال الحقيقي من وراء عزوف الموطن على الربط بشبكة الغاز الطبيعي يتعلق بكلفة الربط الداخلي إي إيصال الشبكة من أمام المنزل إلى داخله موضحا أن سعر متر النحاس (25 د للمتر الواحد) ارتفع كثيرا في الفترة الأخيرة إلى جانب ارتفاع كلفة اليد العاملة لإنجاز أشغال الربط الداخلي.
ولفت إلى أن الستاغ لا تزال تسند قروضا بمبلغ أقصى في حدود 500 دينار من اجل مساعدة الحرفاء على الربط بشبكة الغاز الطبيعي وتحمل أعباء تكاليف الربط في الشبكة الداخلية.
وعكست أزمة التزود بقوارير الغاز الطبيعي في ديسمبر من العام الماضي وحجم الطوابير ومعاناة المواطن في الحصول على قارورة غاز، مدى العزوف العديد منهم على الارتباط بشبكة الغاز الطبيعي بسبب تذمرهم من غلاء كلفة الربط بالشبكة الغاز الطبيعي.
وأفاد المسؤول في هذا السياق أن مساهمة الحريف في كلفة الربط لا تتعدى 20 بالمائة من الكلفة الإجمالية للربط التي تتحملها الستاغ.
وتبلغ كلفة الربط الجملية بشبكة الغاز الطبيعي للحريف الذي يقطن في مسكن فردي 985 دينارا غير انه لا يدفع سوى 220 دينارا فقط.
وبالنسبة إلى المساكن الجماعية تبلغ كلفة الربط 429 دينار فيما يساهم الحريف ب 70 دينار فقط.
ولتجاوز هذه الوضعية أكد المسؤول أن الستاغ بصدد التفكير في حلول في الغرض على غرار الدخول في شراكة مع صندوق الانتقال الطاقي لأجل تقديم منح ومساعدات للمواطن وتحفيزه على الربط بشبكة الغاز الطبيعي وانجاز الأشغال الداخلية فقط ، موضحا أن الستاغ تقوم بدورها في مد قنوات الغاز الطبيعي وتركيب العدادات أمام المنازل.
كما اقر بان الشركة أنجزت دراسات لتشخيص أسباب تراجع عدد الحرفاء في شبكة الغز الطبيعي أظهرت غلاء تجهيزات الربط بالشبكة الداخلية علاوة على الجانب الأمني من خلال مواصلة تخوف الأفراد من إمكانية تسرب الغاز داخل المنزل غير انه أكد أن نسبة الحوادث الناجمة عن تسرب الغاز تكاد تكون صفر وفق رأيه عكس الحوادث الناجمة عن سوء استعمال قوارير الغاز.
كما لاحظ أن عددا كبيرا من المواطنين يحبذون اقتناء قارورة غاز لسعرها المدعم والمتدني ما يجعله يعزف عن الربط بشكة الغاز الطبيعي.
وتباع القارورة في السوق 7 دنانير و700 مليم ويقع دعمها من الدولة بحوالي 16 دينار و500 مليم أي أن سعرها الحقيقي وبالأسعار العالمية في حدود 24 دينارا.
واعتبر أن الغاز الطبيعي يعد مدعما لفائدة حرفاء الجهد المنخفض بنسبة تصل إلى 60 بالمائة، إذ يتراوح معدل سعر المتر المكعب للغاز الطبيعي لحرفاء الجهد المنخفض الخاص بالحرفاء المنزليين بين 231 مليما و557 مليما لكبار المستهلكين.
ولئن بلغ عدد حرفاء الكهرباء حوالي 4 ملايين فان عدد حرفاء شبكة الغاز يبلغ حاليا 926 ألف وفسر المسؤول العدد المتواضع لحرفاء الغاز الطبيعي بكون أن شبكة الكهرباء منتشرة في كامل أنحاء الجمهورية بينما أن شبكة الغاز ليست منتشرة في كامل البلاد وان الأشغال تتم وفق المناطق.
ولفت إلى أن طاقة التنفيذ والربط بشبكة الغاز الطبيعي تبلغ 45 ألف حريف جديد سنويا وان المخطط 2021/2025 يتضمن ربط 31500 حريف فردي بشبكة الغاز و13500 حريف في السكن الجماعي وان الكلفة الجملية لهذا المخطط تبلغ 184 مليون دينار
مهدي الزغلامي
تم النشر في 01/02/2021