أمام تردي أوضاعهم الاقتصادية جراء تأثيرات جائحة فيروس كورونا وتدني مبيعاتهم وعدم قدرتهم حتى على مجابهة مصاريفهم اليومية، عبر تجار تونس العصمة المشاركين في تظاهرة الصولد الشتوي لهذه السنة عن عدم رضاهم لما ال تاليه أوضاعهم وسط لامبالاة الحكومة التي تغاضت عن اتخاذ إجراءات حقيقية لمساعدتهم على تخطي الظروف الصعبة التي يرون بها.
وفي هذا الإطار هدد رئيس الغرفة الوطنية النقابية لتجارة الملبس الجاهزة والأقمشة بمنظمة الأعراف محسن بن ساسي بمقاطعة تجار تونس العاصمة للصولد الصيفي في حال عدم استجابة وزارة التجارة وتنمية الصادرات لعدد من مطالب المهنة.
وكشف في هذا الصدد لموقع "البورصة عربي" انه راسل يوم الأربعاء 24 فيفري 2021 وزير التجارة حاثا إياه على الإسراع بتنقيح الفصول القانونية المنظمة لتظاهرة الصولد التي تضمنها القانون عدد 40 لسنة 1998 المتعلق بطرق البيع والإشهار التجاري.
وأكد أن هذه النصوص القانونية أضحت بالية ولم تعد تواكب التطورات وتقنيات البيع الجديدة ولا سيما البيع عن بعد وإعادة النظر في فترات الصولد. وقال أن المهنة تقدمت بمشروع لتنقيح النصوص القانونية المنظمة للصولد منذ 7 سنوات لكنها لم تلق الاهتمام بل ظلت تراوح مكانها في رفوف الوزارة.
ولوح رئيس الغرفة الوطنية النقابية لتجارة الملبس الجاهزة والأقمشة بمنظمة الأعراف بمقطعة الدورة القادمة للصولد الصيفي في حال عدم استجابة وزارة التجارة لمقترحات المهنة.
وعن إمكانية التمديد في الصولد الشتوي ابرز محسن بن ساسي انه سينتظر قرب انتهاء التظاهرة يوم 6 مارس القادم ليجتمع المكتب التنفيذي لغرفة الوطنية النقابية لتجارة الملابس والأقمشة لاتخاذ القرار المناسب. ورجح انه شخصيا يحبذ التمديد بأسبوعين لكي يستغل التجارة عطلة الربيع لعل الحركية التجارية تتحسن.
وعن تقييمه لتظاهر الصولد الشتوي لهذه السنة اعتبر محسن بن ساسي والذي يمتلك بدوره محلات وسط العاصمة لبيع الملابس الجاهزة أنها كارثية على جميع الأصعدة وان حالة الركود جاثمة على صدور التجار الذي عانوا الأمرين وفق رأيه.
واثر مرور شهر لم تتحقق الأهداف المروجة من الصولد بتنشيط الحركية التجارية وتحقيق للتجار المشاركين لأرقام معاملات تخرجهم من حالة الركود التجاري التي يعانون منها. وأكد في أن جل التجار المشاركين في الصولد الشتوي حققوا مبيعات اقل ب 60 بالمائة بالمقارنة مع دورة 2020.
وارجع أهم أسباب هذا الركود إلى ضعف القدرة الشرائية للتونسيين وخاصة تأثير الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد مفسرا أن تواتر تنظيم المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية تقريا كل يوم سبت وسط العاصمة الأمر الذي يدفع بالسلطات الأمنية إلى غلق كافة الطرق المؤدية إلى شارع الحبيب بورقيبة وبقية الانهج المتفرعة ما يجعل الموطن يعزف عن النزول إلى وسط العاصمة للتسوق.
مهدي الزغلامي
تم النشر في 01/03/2021