كشف تقرير صادر عن وزارة المالية خاص بنشاط الصناديق الخاصة في تونس انه سـيكون لصنـدوق ضمان مخاطر الـصرف دور محـوري في دعم البنـوك التونسـية وتغطيـة خسـائر الــصرف المتوقعة لســنة 2023 وذلك باعتبار تراجــع التصنيــف الائتماني لبعــض البنــوك التونســية وتوقــع أفــاق ســلبية لنشـاط القطـاع المصرفي التونسي للفـترة المقبلة وفـق تقريـر وكالة التصنيـف الائتماني" موديــز"، ممــا ســيدعو المقرضين الأجانب الى مطالبــة البنــوك التونســية بتســديد بقيــة ّ أقسـاط قروضهـم بصفـة مسـبقة أو الترفيع في نسـبة الفائـدة الموظفة عليها.
وأحــدث صنــدوق تغطيــة مخاطــر الــصرف قصــد تغطيــة الخسائر الناتجة عــن التغيــر في سـعر صرف الدينـار مقابـل العمـلات الأجنبية عنـد تسـديد البنـوك والمؤسسات المالية ّ لديونها الخارجية. ممــا قــد يســامه في تشجيع البنــوك والمؤسسات المالية عـلـى تعبئــة مــوارد القــروض الخارجية لتمويل الاقتصاد والتنمية. ويكتـسـي هــذا الصنــدوق أهمية كبـرى نظـرا لغيـاب آليـات أخـرى لتغطيـة مخاطر الـصرف عـلى المدى المتوسط والطويـل.
واظهر التقرير الخاص بنشاط هذا الصندوق ان موارده سجلت سنة 2021 مقارنة بسنة 2020 تطـور المبالغ المتأتية مـن مساهمات البنـوك والمؤسسات المالية والـتي تسـتخلص عنـد حلـول آجـال تسـديد أقسـاط القـروض الخارجية، واستقرار الموارد المتأتية مــن أربــاح الــصرف ســنة 2021 في نفــس المستوى لســنة 2020 ّ وأهمهــا تلــك الراجعــة لبنــك قطــر الوطـنـي بتونــس مقابل تراجـع جحـم المبالغ المتأتية مـن العمولات عـلى القـروض البنكيـة والمخصومة عـلى المكشوفات البنكيــة.
وبالتوازي، سجلت تعهدات الصندوق سنة 2021 مقارنة بسنة 2020 من خلال ارتفاع خسـائر الـصرف سـنة 2021 ويرجـع الى قيـام البنـك التونـسي الكويـتي بتسـديد جميـع أقسـاط قروضـه المتبقية دفعـة واحـدة وبصفـة مسـبقة وذلـك بطلـب مـن المقرض الأجنبي تبعـا لتغيـر حوكمة البنـك والمساهم الرئيسـي في رأس مالـه، علاوة على استقرار عمولــة التــصرف للشركة التونســية لإعادة التأمــين والــتي تحتســب عــلى أســاس 1 بالمائة مــن العمولات عــلى القــروض البنكيــة المخصومة عـلـى المكشوفات البنكيــة، مع التقـدم في خـلاص المتخلدات بذمـة الصنـدوق تجاه البنـوك والمؤسسات المالية تبعـا لحجـم الموارد المحققة لسـنة 2021.
وأبرز التقرير ان جملة موارد الصندوق بلغت بعنوان سنة 2021 ما قيمته 253.249 ألف دينار مقابل 251.160 ألف دينار في 2020. وبلغت خسائر الصرف في 2021 ما قيمته 184.137 ألف دينار مقابل 175.572 ألف دينار في 2020 فيما بلغ العجز التراكمي للصندوق الى اواخر 2021 ما قيمته 95.160 ألف دينار مقابل عجز ب 163.344 ألف دينار في 2020.
كما وصلت مبالغ القروض الخارجية الجارية المنتفعة بتغطية الصندوق 1,9 مليار دينار في 2021 مقابل 2,8 مليار دينار في 2020 هذا وبلغ عدد البنوك والمؤسسات المالية المنتفعة بتدخلات الصندوق 18 بنكاً.
وقــد عرفــت مبالــغ القــروض الخارجية الجارية المنتفعة بتغطيــة الصنــدوق انخفاضا ّ حــادا ســنة 2021 مقارنــة بالســنوات الســابقة وذلــك بالعالقــة مــع عــدم وجــود سحوبات ّ لقــروض خارجيــة جديــدة بالإضافة الى تقــدم البنــوك والمؤسسات المالية في ســداد جــزء هــام مــن أقســاط قروضهــا الخارجية.
وأشار التقرير الخاص بالصندوق الى ان 91 بالمائة مــن مبالــغ القــروض الخارجية الجارية المنتفعة بتغطيــة الصنــدوق مســندة بالأورو و9 بالمائة بالدولار الأمريكي. وقـد شـهد العجـز التراكمي للصنـدوق تراجعـا هامـا سـنة 2021 مقارنة بالسـنوات السـابقة وذلـك بالعلاقة مـع تراجـع المتخلدات بذمتـه تجـاه البنـوك والمؤسسات المالية وتوقـع استخلاص مـوارد سـنة 2022 راجعـة لتصرف سـنة 2021.
مهدي الزغلامي
تم النشر في 13/01/2023