version française ilboursa

بلال سحنون : لو استثمر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في البورصة في مطلع الالفية لتجاوز أزمته المالية

قال بلال سحنون مدير عام بورصة تونس ان الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لو استثمر ما بين 30 و40 بالمائة من فوائض مرابيحه في بورصة تونس في مطلع الالفية لتجاوز اليوم أزمته المالية الخانقة التي يمر بها.

وأفاد في حوار مع "البورصة عربي" ان عدد المستثمرين في السوق المالية في تونس لا يتعدى 0.6 بالمائة من السكان فيما تبلغ النسبة مثلا 30 بالمائة في بعض الدول الأوروبية أما في الولايات المتحدة والدول الأنغلوسكسونية فيصل عدد المستثمرين في السوق المالية إلى شخصين على ثلاثة أشخاص.

 ويعود ذلك بالأساس وفق تفسيره إلى أن أنظمة الضمان الاجتماعي في هذه الدول تستثمر أموالها في السوق المالية وبالتالي فإن كل منخرطيها هم مساهمون في البورصة بصفة آلية، وقد كان هذا السيناريو مطروحا أمام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في التسعينات وبداية الألفية حين حقق الصندوق فوائض بمليار دينار، لو تم حينها استثمار 30 أو 40 بالمائة من هذا الفائض في السوق المالية لتمكن الصندوق اليوم من تجاوز العجز الكبير الذي يعرفه ولحققت البورصة التونسية تطورا ملحوظا.

واكد بلال سحنون أن ضعف ثقافة الاستثمار في السوق المالية في تونس ترجع لعدة أسباب ثقافية واقتصادية ومنها بالخصوص ضعف المقدرة المالية وصورة الاستثمار في البورصة الذي يحمل بعدا نخبويا إذا أن هناك اعتقادا راسخا في تونس بأن الاستثمار في البورصة هو حكر على الأشخاص الذين يملكون مالا وفيرا. كما أن السوق المالية في تونس لا تقدم منتجات مالية ديمقراطية رغم وجود صناديق الاستثمار التشاركية كما أنها لا تقدم منتجات مالية مؤمنة للمستثمر.

ولاحظ ان هناك أيضا مخاطر مالية مرتفعة مع التأثير الذي تسببت فيه الرجات في حياة البورصات في العالم والتي نفرت المستثمرين وهو ما يدفع المستثمرين في تونس إلى التوجه نحو منتوج مالي تقدمه البنوك ويحقق أرباحا مضمونة في حدود 9 و10 بالمائة عوض التوجه نحو البورصة عالية المخاطر.

أما من الناحية الاقتصادية فإن الدولة التونسية تعمل وفق أولويات اقتصادية هدفها تحقيق استقرار على مستوى نسب التضخم وهو ما يفرض الرفع في نسب الفائدة للمحافظة على المقدرة الشرائية للتونسيين وتشجيع الادخار وهي توجهات اقتصادية لا تشجع الاستثمار في السوق المالية عموما والبورصة بالخصوص، لذلك فإننا كمسيرين للبورصة علينا مراعاة هذا الجانب ودعم التوجهات الوطنية الكبرى قبل التفكير في تشجيع التونسيين على الاستثمار في البورصة.

أ. البجاوي

تم النشر في 21/02/2022