شهدت تونس خلال كامل السنة الماضية بيع 55455 سيارة بمختلف اصنافها واحجامها بتراجع بنسبة 10 بالمائة اذ تم ترويج 61859 سيارة في عام 2021 وسط ظرفية اقتصادية وطنية وعالمية اثرت بشكل ملحوظ على سوق السيارات في البلاد.
وتعليقا على هذه المؤشرات والوضعية صرح إبراهيم دباش رئيس الغرفة النقابية الوطنية لوكلاء ومصنّعي السيارات التابعة لمنظمة الأعراف، ان أسباب تراجع نسق ترويج السيارات الجديدة في تونس يعود بالأساس الى ضعف القدرة الشرائية للتونسيين من خلال ملاحظة ارتفاع نسب الفائدة على التمويل البنكي.
وعزا ترجع البيع الى الظروف الصعبة التي يعيشها العالم بسبب تواصل النزاع الروسي الاوكراني باعتبار ان عدة مواد أولية ومكونات من السيارات يتم توريدها من هذين البلدين علاوة على الظروف الصحية المتواصلة في الصين بسبب فيروس كورونا ما جعل التزويد بالسيارات من السوق الصينية يتأخر بشكل لافت.
ورجح إبراهيم دباش ان أسعار بيع السيارات تطور في السنة الفارطة بين 5 و10 بالمائة بسبب غلاء مكونات السيارات وتدهور قيمة صرف الدينار التونسي إزاء الأورو والدولار فضلا عن ارتفاع نسب الفائدة البنكية الموظفة على القروض المخصصة لشراء السيارات.
لاحظ رئيس الغرفة ان اسعار السيارات في تونس تضاعف مرتين خلال الـ10 سنوات الاخيرة، وذلك بسبب انهيار الدينار التونسي امام العملة الصعبة، والزيادة في الاداءات على توريد السيارة منذ 2018، اذ ان السيارة (صنف 5 أحصنة) كانت تدفع ما بين 30 الى 32 بالمائة اداءات، ليرتفع الرقم الى 45 بالمائة حاليا.
واظهرت البيات والاحصائيات حول سوق السيارات في تونس ان أسباب هذا التراجع تعود بالأساس الى فقدان بعض قطع الغيارات جرَاء النزاع الروسي الأوكراني الذي أثر على نسق التصنيع في الاتحاد الأوروبي. وانطلق العام 2022 بترويج 4035 سيارة ليقفل العام بتسويق خلال شهر ديسمبر 5250 سيارة.
وتأثرت السيارات الخفيفة بهذه الوضعية بتسجيل تراجع في بيعها بنسبة 15.5 بالمائة بالمقارنة مع عام 2021 الى جانب تسجل تراجع لافت في بيع السيارات الشعبية بنسبة 23 بالمائة في اواخر السنة الماضية مقابل ارتقاع في المبيعات ب 26 بالمائة في 2021
وتم في هذا الإطار ترويج 6946 سيارة شعبية في السنة الفارطة مقابل 9439 سيارة في 2021 بينما تم بيع 34927 سيارة خفيفة (غير شعبية) مقابل 40330 سيارة خفيفة في 2021. ولقر إبراهيم دباش بان واقع بيع السيارات الشعبية في تونس تأثر بشكل هام في العامين الأخيرين بسبب ان بعض المصانع الأوروبية والاسيوية المزودة لهذا الصنف من السيارات تأثرت بالنزاع الروسي الاوكراني ما اثر بصفة مباشرة على نسق تزويد السيارات الشعبية.
وبالمقابل زاد بيع الشاحنات الخفيفة (camionnettes ) في تونس بنسبة 10 بالمائة اذ تم ترويج 10638 شاحنة خفيفة في نهاية العام المنصرم مقابل 9670 شاحنة في 2021 وتطور عدد السيارات المختلطة (pick up) من 2420 سيارة في 2021 الى 2944 سيارة في 2022. وبالنسبة الى حصة سوق توزيع بيع السيارات حسب البلدان فان السيارات الاسيوية استأثرت بنسبة 63 بالمائة من كامل حصة بيع السيارات في تونس في السنة الماضية بزيادة بأربع نقاط مع 2021
وجاءت العلامات الكورية الجنوبية في صدارة المبيعات في السوق التونسية بنسبة24.7 بالمائة تليعا العلامات اليابانية ب 24 بالمائة فالسيارات الصينية بنسبة 11.4 بالمائة بينما مثلت السيارات ذات المنشأ الأوروبي مجمعة سوى 34.5 بالمائة من حصة السوق بتراجع بخمس نقاط عن نتائج 2021 اذ احتلت السيارات الفرنسية المركز الأول في السيارات الأوروبية بنسبة 12.8 بالمائة تليها السيارات الألمانية بنسبة 8.6 بالمائة.
وبخصوص توزيع أسماء العلامات التي حققت أفضل مبيعات في السوق التونسية في ترويج السيارات الشخصية والخفيفة في السنة الفارطة فقد احتلت العلامة الكورية الجنوبية هيونداي المرتبة الأولى ببيع 7356 سيارة بزيادة بنسبة 7 بالمائة بالمقارنة مع نتائج سنة 2021 وتغنم بالتالي حوالي 3.7 بالمائة من كامل حصة السوق.
وجاءت العلامة الكورية الجنوبية "كيا" (التي احتلت المرتبة الأولى اعام الفائت) في المرتبة الثانية من حيث المبيعات بسويقها 5743 سيارة بتراجع بنسبة 18 بالمائة بالمقارنة مع نتائج 2021
وحلت العلامة اليابانية تويوتا في المركز الثالث بمبيعات ب 4424 سيارة في كامل السنة الماضية بتقلص بنسبة 6 بالمائة مع نتائج عام 2021. ومن جانبها احتلت العلامة الفرنسية بيجو المرتبة الرابعة ببيعها ل 2641 سيارة بتطور بنسبة 16 بالمائة بالمقارنة مع سنة 2021. وبخصوص افاق سنة 2023 توقع إبراهيم دباش تواصل الاضطرابات في التزويد معربا عن امله في عدم اتخاذ الدولة لإجراءات جديدة تقلل من التوريد.
وخلص بالتأكيد على ان الترفيع في نسبة الفائدة المديرية من طرف البنك المركزي في موفى سنة 2022 سيؤثر حتما على ارتفاع كلفة القروض البنكية ما سيزيد من وجهة نظره من صعوبة النفاذ الى التمويل البنكي لاقتناء السيارات.
مهدي الزغلامي
تم النشر في 12/01/2023