عقب أداء حكومة نجلاء بودن اليمين الدستورية والاعلان رسميا عن الحكومة الجديدة بعد فراغ دام حوالي الشهرين، تتالت ردود الأفعال من المنظمات الوطنية والتي رحبت أغلبها بالتشكيلة الحكومية الجديدة مع الدعوة الى ضرورة الإسراع في مباشرة الملفات الاقتصادية العالقة وايلاء المالية العمومية الأهمية الضرورية معه الحرص على وضع مخطط عمل واضح وإبراز الأولويات العاجلة.
منظمة الأعراف: ارتياح مع ضرورة الإسراع بالإنقاذ
دعا الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية الحكومة الجديدة التي إلى الإسراع في اتخاذ القرارات الضرورية لإنقاذ الاقتصاد وانعاشه، في وقت تعيش فيه تونس أوضاعا صعبة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ولئن أبدت منظمة الاعراف ارتياحها لتكوين الحكومة الجديدة، فإنها تعتبر ان تونس تمر بمرحلة دقيقة وحساسة اقتصاديا وماليا واجتماعيا وتتطلب بالإسراع بالانكباب على الملفات الحساسة.
وشددت في بيان لها على ضرورة توفير المناخ المناسب لدفع نسق الاستثمار والتصدير والتشغيل والتنمية الجهوية ومساندة القطاعات التي تعاني من صعوبات كبيرة وإنقاذ مواطن الشغل.
كما حثت الحكومة الجديدة على الشروع في الإصلاحات الهيكلية والعميقة التي تحتاجها تونس حتى تتجاوز المصاعب التي تواجهها.
وأعلن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية استعداده لتقديم مقترحات على الحكومة الجديدة من أجل انقاذ الاقتصاد الوطني والتعاون مع حكومة نجلاء بودن على مستوى الملفات المشتركة.
اتحاد الشغل: تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الاتحاد والحكومة
وقال الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري في تصريحات إعلامية إن "هناك عديد التحديات المطروحة على المدى القصير على الحكومة الجديدة التي تقودها نجلاء بودن، موضحا أن من أبرز هذه التحديات إعادة التوازن للمالية العمومية في ظل ارتفاع عجز الموازنة ووجود حاجة ماسة لتعبئة موارد مالية جديدة".
وأفاد الطاهري بأن تشكيل الحكومة الجديدة سيساعد على سد الفراغ الحكومي وسيعيد تشغيل دواليب الدولة بعد تعطل دام أكثر من شهرين منذ اتخاذ التدابير الاستثنائية في 25 جويلية الماضي من قبل رئيس الدولة قيس سعيد، مضيفا أنه لا بد من وضع خطة استعجالية من قبل الحكومة الجديدة في المجالين الصحي والتعليمي باعتبار أنهما يمسان حياة الناس ومستقبلهم خاصة في ظل جائحة كوفيد 19.
كما أكد على ضرورة إيلاء أهمية قصوى للملف الاجتماعي جراء تفاقم البطالة وارتفاع معدل الفقر وتدهور القدرة الشرائية بما ينبئ بوقوع احتجاجات وتوترات اجتماعية، وفق قوله.
ودعا الطاهري الحكومة إلى تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الاتحاد والحكومة السابقة على غرار الاتفاقيات القطاعية التي لم ينشر منها في الرائد الرسمي سوى جزء قليل من جملة 46 أمرا حكوميا.
كوناكت: يجب اعادة الثقة في مناخ الاستثمار
ومن جانبه أبرز رئيس كنفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية "كوناكت" طارق الشريف أن الإعلان عن الحكومة يوم أمس نجح في اعطاء انطباع ايجابي للخارج خاصة بتضمنها لوزراء أكفاء ويتميزون بنظافة اليد حسب قوله.
وقال أن" مناخ الاستثمار والاقتصاد في تونس تعرض إلى رجة واليوم يجب أن تعمل الحكومة الجديدة على اعادة الثقة في مناخ الاستثمار من خلال رسائل طمأنة تتوجه به للمستثمرين التونسيين والأجانب."
وشدد الشريف على ضرورة صياغة رؤية واضحة المعالم للمستقبل مع تحديد المراحل والأولويات اضافة إلى ضرورة تسهيل مناخ الاستثمار والتصدير داعيا الى ضرورة التقليص من التعقيدات الإدارية التي تشكل عائقا أمام المستثمرين مع الحفاظ على الرقابة المنظمة من خلال اعطاء الاليات اللازمة لمجلس المنافسة.
حسام الطريقي
تم النشر في 12/10/2021