version française ilboursa

الشروع في تركيز العدادات الذكية "سمارت قريد" للستاغ في الثلاثي الثاني من سنة 2024

تُعوَل الشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) على إنجاح مشروع تركيز العدادات الذكية او ما يعرف "بسمارت قريد" الذي عرف تأخيرا لافتا فاق الأربع سنوات/ من أجل تطوير مردودية الشركة والتقليص من الفاقد التجاري الذي وصل الى مستوى 18 بالمائة متاتي في جانب منه جراء عملية اختلاس الكهرباء.

وتراهن الشركة على المشروع الذي ستنطلق مرحلته التجريبية في الثلاثي الثاني من السنة الحالية بتركيز عدادات ذكية لنحو 450 ألف حريف منزلي وصناعي.

 

في حوار مع موقع "البورصة عربي" قدمت هند النيفر, مسؤولة عن الخدمات عن بعد والوكالة الافتراضية بالشركة التونسية للكهرباء والغاز, جملة من التوضيحات والاستفسارات عن تقدم تنفيذ مشروع سمارت قريد في تونس.

 

هل من فكرة عن مشروع سمارت قريد والاضافة التي سيقدمها لحرفاء الشركة؟

هذا المشروع تم الشروع في إنجازه منذ سنة 2019 وتم امضاء جميع الصفقات الخمس المتعلقة به في جوان 2022 من خلال التعاقد مع شركة ساجام وساجام كوم الفرنسية التي فازت بصفقة انجاز المشروع في جل مراحله.

وبلغ الكلفة الأولى للمشروع 120 مليون أورو أي حوالي 400 مليون دينار في شكل قرض تحصلت عليه الستاغ من الوكالة الفرنسية للتنمية وتمت المصادقة عليه من طرف البرلمان في ماي 2019. وتتضمن المرحلة الاولى من المشروع في تركيز العدادات لدى الحرفاء المنزليين والحرفاء الصناعيين وكبار المستهلكين وتشمل المرحلة الأولى حوالي 10 بالمائة من عدد حرفاء الستاغ أي ما يعادل 450 ألف حريف

وسيشمل مشروع تركيز العدادات الذكية في المرحلة التجريبية في خمسة أقاليم للستاغ في 6 مناطق وهي قرقنة وصفاقس المدينة وسدي بوزيد وسوسة الكرم وجزء من ولاية باجة.

ويعد مشروع سمارت قريد مشروعا هيكليا وانتقال رقمي وطاقي ويرمي الى تحسين مردودية شبكة الكهرباء في الستاغ. وسيمكن المشروع من الرفع من مكانة الشركة وتطوير خدماتها والارتقاء بها الى مرتبة الشركة العالمية الى جانب اتاحة تطوير نظام الفوترة وتحقيق التوازن بين العرض والطلب ومعالجة الأعطال على مستوى الشبكة عن بعد دون اللجوء الى التدخل البشري على عين المكان

كما سيخول مشروع تركيز العدادات الذكية متابعة للاستهلاك الحقيقي للحريف اذ سيكون بإمكانه الاطلاع على استهلاكه ومراقبة كل التجاوزات غير القانونية التي تحدث على مستوى الشبكة عن بعد بما يمكن ان يقلص من الفاقد التجاري والتقني المتأتي في جانب منه من ظاهرة اختلاس الكهرباء والتي بلغت مستويات مقلقة للشركة في حدود 18 بالمائة. ومن مزايا المشروع الترفيع في نسبة ادماج الطاقات المتجددة في الشبكة الكهربائية

عند تركيز المشروع هل سيحدث تحوَل على مستوى اصدار فاتورات استهلاك الكهرباء والغاز؟

نظام الفوترة المعمول به حاليا على مستوى الستاغ يرتكز على 6 فاتورات في السنة وفي حال تم اصدار الفاتورة خلال الشهرين الأوليين فهي تقديرية من دون رفع العداد وفي الشهرين المواليين يتم اصدار فاتورة استهلاك اثر رفع عوان الستاغ للعداد وبهذه الطريقة يتم اصدار ثلاث مرات الفاتورة التقديرية وثلاث مرات اصدار فاتورة الاستهلاك الحقيقي.

وعند تركيز العداد الذكي سيمكن في ظرف وجيز رفع ارقام العدادات وعلى المدى المتوسط بالإمكان اصدار فاتورة استهلاك حقيقي دون اصدار فاتورة تقديرية، أي انه سيتم التخلي تدريجيا عن الفاتورة التقديرية.

من الواضح ان مشروع سمارت قريد عرف بعض الصعوبات وخاصة تأخير واضح في تنفيذ مخططات العمل، الى اين وصل المشروع في الوقت الراهن؟

وجب التوضيح ان التأخير ليس له علاقة بإطلاق الصفقات بل بالعكس تم امضاؤها في جوان 2022 وتم الشروع في الإنجاز بشكل متناغم بين المراحل الخمسة للمشروع ولكن التأخير المسجل يعود أساسا الى ان مزود المشروع ساجام وساجام كوم يرغب في توفير اخر صيحة من العدادات المستعملة حاليا في جل الدول والتي تتمتع بأحدث تقنية من العدادات التي تتميز بتقدير دقة كبيرة في رفع الأرقام وبه مميزات تكنولوجية.

وتتمثل مراحل المشروع في خمسة أجزاء يهم الأول نظام جهاز الاتصال للمعلومات المتأتية من العداد ويهم الثاني العدادات ويعنى الثالث المناطق المعنية بالمرحلة وضع العدادات لدى العينة او المرحلة التجريبية للحرفاء المنزليين، أما الجزء الرابع يخص الحرفاء الصناعيين و كبار المستهلكين والبالغ عددهم قرابة 30 الف حريف بينما يتمثل الجزء الخامس في التصرف في شؤون الحرفاء.

متى ستنطلق تحديدا المرحلة الاولى الخاصة بالمناطق الخمس التي تم اختيارها؟

نحن حاليا في فترة ضبط الخاصيات الفنية للعدادات والشروع في تركيز أولى العدادات على اقصى تقدير في الثلاثي الثاني من سنة 2024 وستمتد فترة تركيز العدادات في حدود 8 أشهر على ان تتواصل العملية التجريبية في المناطق المعنية في افق سنة 2026 من اجل استخلاص النتائج وتفادي بعض الإشكاليات الفنية التي قد تطرأ. ووجب التوضيح ان المرحلة الأولى او التجريبية سيتم خلالها تغطية كل الحرفاء الصناعيين وكبار المستهلكين.

 في حال وجود صد او رفض من الحرفاء المنزليين لتركيز العدادات الذكية كيف ستتعامل الستاغ مع هه المسالة؟

في الواقع لا يمكن استباق مسالة رفض الحرفاء او تخوفهم من تركيز العدادات الذكية والحفاظ على العدادات القديمة لغرض تدخل البعض على العدادات واختلاس الكهرباء، ولكن ما يمكن التأكيد عليه ان الشركة اعدت برنامج اتصالي حملة تحسيسية في الغرض للتعريف بالعدادات الذكية ومزاياه وخاصة الحذف التدريجي للفاتورة التقديرية التي لا تزال تثير العديد من الاشكاليات لدى جل الحرفاء.

وسيتم خلال المرحلة التجريبية اعلام الحرفاء المنزليين بمراسلة رسمية قبل مدة معينة لشرح مبادئ المشروع واعلامه بموعد قدوم الفريق الذي يقوم بتركيز العداد الذكي.

كما انه لا يمكن في المرحلة التجريبية فرض على الحريف تركيز العداد الذكي وفي حال وجود صد سيتم المرور الى الحريف الموالي ولكن وجب التأكيد على انه عند انتهاء المرحلة التجريبية فان كل حرفاء الستاغ سيكونون معنيين بتركيب العدادات الذكية التي تمثل أولوية قصوى للشركة.

حوار مهدي الزغلامي

تم النشر في 12/04/2024