version française ilboursa

الرئيس المدير العام لشركة اللحوم : نستعد للانفتاح على القطاع الخاص بخوصصة بعض الانشطة

أعلن الرئيس المدير العام لشركة اللحوم طارق بن جازية عن استعداد الشركة للانفتاح على القطاع الخاص بفتح عدد من فضاءاتها للمستثمرين والباعثين الخواص لإنجاز مشاريع في علاقة بقطاع اللحوم الحمراء. 

وتعزم الشركة التي تستعد هذه السنة للاحتفال بالذكرى الستين لانبعاثها الى تنويع نشاطها التجاري من خلال العمل على تطوير عدد نقاط البيع العاملة تحت التسمية الاصلية (الفرانشيز).

وأعلن بن جازية في حوار مع موقع "البورصة عربي" عن اعتزام شركة اللحوم العمومية للترفيع لفي راس مالها والسعي الى تجاوز صعوباتها المالية.

س/ ما هو تشخيصكم لوضعية اللحوم الحمراء في تونس؟

ج: تعتبر شركة الحوم من اهم الفاعلين في منظومة الحمراء وهي مؤسسة عمومية تخضع لإشراف وزارة التجارة ودورها مهم في المنظومة. 

وتشكو منظومة اللحوم الحمراء في تونس عدة نقائص على جميع المستويات و في كل حلقات المنظومة في علاقة بحفظ الصحة وسلامة المستهلك وفي جودة المنتوجات وكذلك في كلفة الإنتاج والخدمات. 

وعلى مستوى الإنتاج فان جل المربين هم من صغار ومتوسطي الحجم اذ تجد شركة اللحوم إشكاليات في إيجاد مزودين كبار للحصول على الخرفان بكميات كبرى خلال عيد الأضحى مثلا.

كما ان جل المربين غير منظمين ويجهلون واقع السوق وليس لديهم المعلومة الاقتصادية لأنه وبكل اسف المعلومة حول الأسعار وكلفة الإنتاج وباروميتر الاسعار في أسواق الدواب في كامل البلاد تكاد تكون غائبة وغير دقيقة في ظل غياب هيكل رسمي يوفر هذه المعلومة. 

وعلى مستوى تجارة المواشي هناك حوالي 200 سوق للدواب في كامل البلاد وهو عدد كبير وغير ملاءم لهذا النشاط لكن سوق الدواب بمقر شركة اللحوم بالوردية يعد سوقا مهيكلا ويستجيب للمواصفات الدنيا لسوق دواب (فضاء مغطى ووجود الامن مهيكل واداءات...) وما خالف ذلك فان بقية الأسواق غير منظمة.

ومن ضمن حلقات المنظومة الهشة المسالخ (228 مسلخ في تونس) التي اعتبرها مذابح وليست مسالخ لغياب مظاهر عناصر النظافة والسلامة الصحية وتواجد تجهيزات متقادمة وغياب الشروط الصحية للذبح وتلويث للمحيط للبيئة في ظل غياب محطات تطهير للغرض الى جانب عدم توحيد اداءات ومعاليم الذبح بالمسالخ.

ووجب التأكيد على ان المسلخ الوحيد المؤهل والذي يطبق في التعريفات القانونية هو مسلخ شركة اللحوم وهو ما يؤثر على مردودية مسالخ الشركة اذ ان استغلال مسلخ الابقار في حدود 10 بالمائة ومسلخ الأغنام لا يتجاوز 20 بالمائة.

ومن مظاهر ضعف منظومة اللحوم الحمراء غياب سوق لجملة للغرض من خلال عدة وضعيات تداخل بين المهام اذ ان هناك عدد من المتعاملين هم في نفس الوقت قصاب وتاجر جملة للحوم الى جانب تواجد العديد من الدخلاء والوسطاء.

وعلى مستوى التفصيل والتحويل فان هذه الأنشطة تكاد تكون غائبة تماما باستثناء المساحات التجارية الكبرى بل هناك ممارسات تقليدية على مستوى محلات القصابة مع غياب تشريعات تضبط التصنيفات وشروط عرض هياكل اللحوم فضلا عن عدم توفر اليد العاملة المختصة.

وفي إطار تحويل الشركة الى قطب فني للحوم الحمراء نسعى الى بعث مركز للتكوين في الغرض لا سيما وان القطاع خاصة في أنشطة التفصيل مشغل بدرجة كبيرة.

كما ان قطاع التحويل غير متطور وظلت المسالة مقتصرة على بضعة المنتوجات التقليدية (المرقاز والصالامي) بينما بالإمكان انتاج عدة منتوجات على غرار ما هو موجود في الدول الأوروبية وامريكا.

اما الحلقة الأخيرة في المنظومة تتعلق بالمستهلك الذي يفقر الى الدراية اللازمة لعرض وتصنيف اللحوم وليست له المعرفة الضرورية في نوعية اللحوم وجودتها وانعدام ثقافة استهلاك اللحوم الحمراء في تونس.

س/ كم تقدرون معدل استهلاك التونسي للحوم الحمراء؟

ج: كميات الإنتاج التي يتم استهلاكها في حدود 120 ألف طن سنويا ويستهلك التونسي حوالي 9 كلغ في السنة ويعتبر ذلك مستوى ضعيف جدا بالمقارنة مع عدة دول أخرى كالولايات المتحدة الامريكية التي يصل معدل استهلاك الفرد الواحد 48 كلغ في السنة.

ولكن وجب التوضيح ان هناك تقاليد استهلاك تتباين بين الدول وتعكس أيضا من الناحية الاجتماعية والاقتصادية ضعف القدرة الشرائية للتونسي في اقباله على اللحوم الحمراء.

س/ هذه النقطة تقودنا الى مسالة أسباب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في تونس؟

ج: يعود ارتفاع الأسعار الى تطور مدخلات وكلفة الانتاج التي سجلت زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة اذ ان منظومة الاعلاف تعرف ازمة كبيرة اثرت على منحى الأسعار الى جانب تفاقم ظاهرة الاحتكار والمضاربات في بيع الاعلاف وانتشار أيضا المسالك الموازية التي اثرت على انتظامية التزويد بهذه المادة.

س/ ما هي الحلول المقترحة لتطوير منظومة اللحوم الحمراء في تونس؟

ج: لا بد من الاستثمار في القطاع في تونس والاستثمار خاصة في التكوين المهني وخلق يد عاملة مختصة والتركيز على تاهيل مسالك التوزيع مع التحسيس والتثقيف لفائدة المستهلك.

ومن شروط تاهيل المنظومة الاسراع بإصدار الامر المتعلق بالمخطط المديري للمسالخ والمخطط المديري لاسواق الدواب 

وتبلغ كلفة تاهيل المسالخ حوالي 40.8 مليون دينار منها بمعدل مسلخ في كل ولاية منهم 12.2 مليون دينار لفائدة مسلخ شركة اللحوم. 

س/ أي دور للقطاع الخاص في منظومة اللحوم الحمراء؟

ج: طبعا للقطاع الخاص دور محوري في الاستثمار المنظومة وان دور الدولة الأساسي هو ضبط الجوانب التنظيمية والترتيبية من خلال رصد الاعتمادات لتأهيل المسالخ وأسواق الدواب.

كما ان الدور الحالي لشركة اللحوم لا يتلاءم مع الوضع الاقتصادي بالبلاد ولا يساهم في النهوض بمنظومة اللحوم الحمراء ولأجل ذلك فان القطاع الخاص مطالب بان يؤدي دورا أكبر في المنظومة وان الشركة لا يمكن ان تواصل بهذه الصيغة نظرا للصعوبات المالية التي تعاني منها وما تكبدته من خسائر خلال السنوات الأخيرة نظرا للقيام ببعض العمليات التجارية غير المربحة وغير الناجعة على غرار توريد الخرفان من رومانيا في سنة 2012

س/ هل من فكرة عن الوضعية المالية لشركة؟

ج: تشكو الشركة من عجز مالي كبير يقدر بنحو 32 مليون دينار وهو عجز هيكلي متراكم منذ عدة سنوات لكن صراحة عجز الشركة بالمقارنة مع ما تعرفه عدة مؤسسات عمومية اخرى من وضعيات مالية صعبة يظل هينا وان العجز ليس بالمفزع.

كما ان شركة اللحوم تعد من ضمن الشركات القابلة للإنقاذ خاصة وان جزء من عجزها المالي فيه ضمان الدولة ونحن ساعون لتفعيل هذا الضمان.

س/ هل هناك مخطط لإعادة هيكلة الشركة؟ 

ج: بالفعل لقد وضعنا مخططا للغرض يرتكز على وجوب تطهير الوضعية المالية للشركة من خلال حسن استغلال الفضاء الداخلي للشركة ثم التفويت في بعض العقارات التي ليس لها علاقة مباشرة بنشاط الشركة  وستمكن هذه المسائل من تغطية جزء من العجز المالي.

كما نعتزم الترفيع قريبا في راس مال الشركة من 3 مليون دينار حاليا الى حوالي 33 مليون دينار مما سيقوي الصلابة المالية للشركة.

س/ هل هناك إمكانية لانفتاح شركة اللحوم على القطاع الخاص؟

ج: فعلا انطلقت الشركة في منحى تشريك القطاع الخاص لاستغلال فضاءات الشركة وبعث مشاريع تتصل بكل الأنشطة ذات الصلة بالمنظومة.

ووجب التوضيح ان الشركة لها عديد الورشات الجاهزة والمهيأة لتقطيع وتفصيل وتحويل اللحوم الحمراء تتضمن على المعدات ومخازن التبريد وان الباب مفتوح للمستثمرين للانتصاب بهذه الورشات.

وتم في الغرض إطلاق طلب العروض وتلقينا طلبات في الغرض من ذلك ان ممثل عن احدى المساحات التجارية الكبرى ابدى رغبته في تسوغ احدى الورشات للقيام بعمليات التقطيع والتعليب للحوم الحمراء الخاصة بالعلامة التجارية التي يمثلها.

كما تلقينا طلب من أحد الباعثين الشبان لبعث مشروع لتحويل بقايا اللحوم الى اكلات مخصصة للكلاب والقطع والاستغناء عن توريد هذه المواد من الخارج.

الى ذلك هناك من ابدى رغبة في بعث وحدة لتحويل فضلات المواشي الى سماد عضوي.

اجمالا نحن نرغب في تحويل الشركة الى فضاء اقتصادي.

س/ هذه المسالة تقودنا الى تعطل تحويل الشركة الى قطب فني للحوم الحمراء ما هي برأيك أبرز أسباب هذا التعطيل والتأخر في الإنجاز؟

ج: صراحة في السابق كانت المسالة تخضع الى اهواء المسؤولين بين ما هو مع هذا المشروع وبين من يرفضها لكن حاليا التمشي العام للدولة هو تحويل الشركة الى قطب فني للحوم الحمراء.

وهذا سيقودنا الى خوصصة الأنشطة ولا خوصصة شركة اللحوم اذ انها ستبقى شركة عمومية قائمة الذات ولكن الأنشطة داخل الفضاءات ستخضع للاستثمار الخاص.

وهناك عديد الفضاءات بالشركة سيقع تسويغها للمستثمرين وهنا أوجه الدعوة الى الشباب الجاد والذي لديه فكرة مشروع في علاقة بمنظومة اللحوم الحمراء

وحاليا هناك مستثمر ليبي منتصب بعث مشروعا لتصدير امهاء الاغنام الى المانيا لاستغلالها في العمليات الجراحية.

 

مهدي الزغلامي

تم النشر في 10/05/2021