سجلت الإدارة العامة للغابات بوزارة الفلاحة 214 حريق بالغابات التونسية منذ 1 جانفي إلى حدود 9 أوت 2021 على مساحة جملية تقدر بـ3000 هكتار يضاف إليها حوالي 500 هكتار احترقت خلال الأيام الأخيرة مقابل تسجيل 278 حريق شمل 1700 هكتار خلال نفس الفترة لسنة 2020، وأكد رئيس مصلحة حماية الغابات بالإدارة العامّة للغابات، زهير بن سالم في تصريح لـ"البورصة عربي"،أنه تم تسجيل 62 حريقا في الفترة الممتدة من 1 أوت إلى 11 أوت و14 حريقا في الأسبوع الأخير من شهر جويلية خاصة بولايات جندوبة وباجة وبنزرت والكاف وسليانة والقيروان والقصرين.
وحسب زهير بن سالم فإن شهري جويلية واوت يشهد ذروة نشوب الحرائق في المناطق الغابية وقد تطلب الوضع تدخل وحدات مصالح الغابات عن طريق 9 مراكز جهوية فضلا عن مراكز موسمية متقدمة ومجهودات الحراس التابعين للادارة العامة للغابات بتنسيق محكم بين المركز الوطني للتنسيق والتدخل التابع لإدارة الغابات برادس وغرفة العمليات التابعة للديوان الوطني للحماية المدنية وتنسيق مع كل الولايات للتعزيز بالشاحنات والمعدات.
وأبرز المسؤول أن أضخم حريق اندلع في معتمدية ساقية سيدي يوسف بالكاف يوم 25 جويلية الفارط وتوسع ليمتد إلى منطقة فج حسين بمعتمدية غار الدماء بجندوبة وهو أول الحرائق التي شملت مساحات شاسعة وقد تم تسخير جميع معدات ووسائل الاطفاء وتم الالتجاء للتدخل الجوي من طرف جيش الطيران كما وقع تفعيل مخطط العمليات لمجابهة الحرائق إلى جانب تدخل مصالح التجهيز.
وقدّر بن سالم أن تكلفة إعادة تشجير الهكتار الواحد من الغابات المحروقة يصل إلى 9 آلاف دينار تشمل مصاريف اليد العاملة والتشجير والتسييج والمداواة وهو ما يسبب للدولة خسائر فادحة تقدر بملايين الدينارات في السنة إضافة إلى استنزاف مجهودات لأعوان إدارة الغابات والحماية المدنية والقوات الأمنية.
ولاحظ بن سالم أن جل الحرائق اندلعت في ساعات مبكرة بداية من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة الخامسة صباحا وهو ما يؤكد أن هذه الحرائق هي بفعل فاعل وذات طابع إجرامي مشيرا في هذا الصدد إلى أن وزارة الفلاحة أصدرت بلاغا تذكيريا حول الجانب القانوني والردعي للعقوبات التي تنجر عن استهداف الغابات عبر الحرق والتي تصل إلى حدود 20 سنة سجنا ويمكن أن تصل إلى حد الاعدام إذا تسببت في اضرار بشرية.
وحسب احصائيات إدارة الغابات فإن 96 بالمائة من أسباب اندلاع الحرائق تعود لأسباب بشرية عن غير قصد نتيجة للاهمال والتخييم وعمليات التفحيم والقاء بقايا السجائر، فيما هناك جانب اجرامي متعمد في هذه العمليات، ولا تمثل العوامل المناخية والطبيعية إلا 4 بالمائة من اسباب اندلاع الحرائق. أشار رئيس مصلحة حماية الغابات إلى أن عديد الحرائق لا تزال متواصلة إلى حد الساعة منها 6 حرائق بمنطقة عين دراهم وحريق بمنطقة الفوازعية بفرنانة من ولاية جندوبة وحريقين بسليانة في كل من منطقة بوعبدلة وسيدي عامر وحريق في الفحص من ولاية زغوان.
كما أكد المحدث أن عديد الحرائق التي تم التدخل لاطفائها تشتعل مرة أخرى من أبرزها الحريق الذي اندلع في غار الدماء بجندوبة وحريق سيدي عامر بسليانة وحريق بمعتمدية الكريب فضلا عن حائق في ولايات نابل والقيروان والقصرين. وتمتد الغابات في تونس على مساحة مليون و250 ألف هكتار، وتتمركز أساسا في جهات الشمال الغربي والوسط الغربي والشمال. حسام الطريقي
تم النشر في 12/08/2021