version française ilboursa

البنك المركزي في ورطة إذا ما تمسك برفض التمويل المباشر للميزانية

اعتبر الخبير الاقتصادي والاستاذ الجامعي رضا شكندالي ان البنك المركزي التونسي اليوم صار في ورطة حقيقية وهو ما يمكن ملاحظته في البيان الذي أصدره مجلس إدارة البنك المركزي حول الوضع الاقتصادي في تونس.

وأصدر البنك المركزي بيانا حذّر فيه من خطورة الوضع المالي لتونس مع تواصل "الشح الحاد في الموارد المالية الخارجية مقابل حاجيات لاستكمال تمويل ميزانية الدولة لسنة 2021"، وعاد بيان البنك المركزي على صعوبة الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية وخطورة اللجوء إلى التمويل المباشر من طرف البنوك التونسية حاثا على ضرورة تفعيل التعاون المالي الثنائي مع دول صديقة لتونس.

وأوضح شكندالي في تصريح لـ"البورصة عربي" أن البنك المركزي بسط حلين لا ثالث لهما في ظل شبه استحالة الخروج على الأسواق المالية الدولية وصعوبة الجلوس على طاولة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي نظرا للظروف التي تعرفها تونس والمدة الفاصلة على اغلاق ميزانية الدولة لسنة 2021.

وأضاف أن الحل الأول هو اللجوء إلى الاقتراض من طرف بعض الدول الصديقة والشقيقة وهذا حل غير سهل لأنه يتطلب نوعا من الوضوح على مستوى المشهد السياسي في تونس، ويبقى الحل الثاني المتوفر هو الاقتراض المباشر من طرف البنوك التونسية عن طريق البنك المركزي وهو حل له تداعيات تضخمية، وقد حذّر البنك المركزي في هذا البيان من خطورة الاقتراض الداخلي الذي سيتسبب بمشاكل مالية واقتصادية كبيرة وباعتبار أن المركزي التونسي هو المسؤول الأول عن السياسة المالية وارتفاع الأسعار والتضخم حسب ما ينص عليه القانون الأساسي للبنك.

وأشار المحدث إلى أن البنوك تعيش ضغطا كبيرا ذلك أن تونس تجاوزت حدود المبالغ المقدرة في ميزانية الدولة لسنة 2021 بالنسبة للاقتراض الداخلي مضيفا أن التمويل المباشر ستكون له تداعيات خطيرة إلى جانب ارتفاع التضخم، ومنها شح السيولة بالنسبة للبنوك التونسية التي مهمتها الأصلية هي تمويل الاستثمار الخاص، وهو ما من شأنه أن يضر بمناخ الاستثمار والنمو الاقتصادي وخلق مواطن العمل إلى جانب تضرر موازنات البنوك.

ولم يستبعد الخبير الاقتصادي إمكانية إعفاء محافظ البنك المركزي الحالي إذا ما تمسك برفض التمويل المباشر للميزانية وسد الثغرة المالية وتحمل مسؤولياته في التقليص من التضخم المالي وتعديل الأسعار.

وحول فرص الحصول على تمويلات من دول صديقة بتفعيل التعاون المالي الثنائي، شدد رضا شكندالي على أن تونس كانت لديها فرص عديدة للحصول على تمويلات خارجية خاصة من طرف الشقيقة ليبيا ولكن المسائل السياسية أفسدت العلاقة بين البلدين وقلصت من نصيب تونس من سوق اعادة الاعمار في ليبيا كما أن الجزائر التي طالما ما وقفت مع تونس لتجاوز مشاكلها إلا أن الوضع الآن مختلف تماما وفق اعتقاده.

واعتبر شكندالي أن ضيق الوقت بالنسبة لإغلاق ميزانية الدولة خلال 3 أشهر يصعب مهمة رئيس الجمهورية على مستوى تعبئة الموارد الخارجية باللجوء للمساعدات الدولية مضيفا أن كل الدول بما فيها الدول الأوروبية والولايات المتحدة وحتى دول الخليج تشترط وضوح الرؤية للإقراض مستدركا أن المشهد الحالي في تونس يتسم بالضبابية وعدم اليقين وهو ما يجعل مهمة الاقتراض من أصدقاء تونس مهمة صعبة.

حسام الطريقي 

تم النشر في 13/10/2021