version française ilboursa

البنك المركزي التونسي يتراجع عن قرار سحب الورقة النقدية من فئة 50 دينارا

تراجع البنك المركزي التونسي عن قرار سحب الورقة النقدية من فئة 50 دينارا وذلك لعدم نجاعة عملية السحب وكلفة طباعة أوراق نقدية جديدة.

ووفق وثيقة للبنك فقد أوضح انه قام منذ 2017 و إلى غاية 2020 بدراسات حول مقترح سحب الورقة النقدية من فئة 50 دينارا انتهت جميعها إلى عدم نجاعتها بالرغم من قرار البنك عدم إرجاعها للتداول منذ 2017 حيث تمادى ارتفاع حجم كتلة التداول النقدي .

وبينت مؤسسة الإصدار انه بالإضافة إلى اختلال هيكلة كتلة الدول النقدي مما جعل تونس البلد الوحيد في العالم الذي يؤمن عمليات التداول النقدي بالاعتماد على فئتين فقط (أكثر من 60 % بالنسبة لورقة 20 دينار) ما من شأنه أن عطل الدورة الاقتصادية ويعرقل النمو علما وان تركيبة التداول النقدي في أغلب البلدان في العالم تتكون من 5 إلى 7 فئات (الأردن 5 ، المغرب 4 ، لبنان 6 ، منطقة الأورو 7 ، الولايات المتحدة الأمريكية 7).

ومن الناحية التقنية واللوجستية، فإن خيار استعمال الفئات الكبيرة من شأنه أن يخفف أعباء التصنيع و التصرف (معالجة و تثبت وتزويد الفروع  و البنوك).

ولاحظت الوثيقة أن تكلفة التصنيع، بعد أن تم اتخاذ قرار عدم إرجاع ورقة 50 دينار إلى التداول، بلغت 40 مليون أورو . 

ولا توجد في التجارب المقارنة (الهند، فنزويلا، أوروبا) نتائج حاسمة بخصوص مدى فاعلية سحب الأوراق النقدية من الفئات الكبيرة على السوق الموازية وظاهرة الاكتناز يضيف البنك.

ويؤكد البنك المركزي التونسي على المضي في مضاعفة الجهود للحد من التداول النقدي من خلال تدعيم منظومة الحد من العمليات نقدا ( decashing ).

وكان محافظ البنك مروان العباسي يوم الجمعة 07 فيفري 2020 كشف خلال حوار مع أعضاء مجلس نواب الشعب في جلسة عامة، انه كل ورقة نقدية من فئة 50 دينارا تعود إلى البنك لا يقع إعادة ضخها في السوق من جديد للتداول وهو ما يفسر من وجهة نظره تقادم هذه الورقة واهتراءها.

ولم يفصح العباسي عن الموعد الرسمي للإعلان عن قرار إلغاء التداول من الورقة النقدية من فئة 50 دينارا، لكنه أضاف أنه سيتمّ الإعلان رسميا عن إلغاء هذه الورقة من السّوق في الوقت المناسب.

ولفت إلى أن سحبها نهائيا يقتضي طباعة أوراق نقدية جديدة بديلة لتعويض الفارق، مبرزا أن هذه العملية تتطلب مدّة زمنية بسنة على الأقل.

ويشار إلى انه تم طرح الورقة النقدية من فئة 50 دينارا يوم 25 جويلية 2009 تزامنا مع الاحتفال بعيد الجمهورية والذكرى الخمسين لإحداث البنك المركزي التونسي.

مهدي الزغلامي

تم النشر في 27/05/2021