version française ilboursa

استئناف قطارات نقل الفسفاط ينعش الآمال بعودة الإنتاج إلى المعدلات السابقة

بعد توقفه لأكثر من عام عاد الخط الحديدي عدد 13 الذي ينقل الفسفاط من قفصة نحو صفاقس وقابس إلى العمل وهو ما أعاد الآمال باستئناف نشاط تحويل الفسفاط وتصديره إلى الخارج والوصول إلى معدلات الانتاج المعهودة.

وحسب الخبير الدولي ومستشار الانتقال الطاقي بالبنك الدولي علي الحفيان فإن عودة هذا الخط سيمكن من ربح الوقت بفضل قصر المسافة التي يقطعها القطار على هذا الخط (0.8 يوم) عكس الخط 21 الذي يقطع المسافة في يومين وهو ما سيمكن شركة فسفاط قفصة من شحن حوالي 8 أو 9 قطارات في اليوم.

وأضاف في تصريح لـ"البورصة عربي" أن استئناف حركة القطارات على خط 13 سيمكن من نقل 17 ألف طن من الفسفاط يوميا هذا إلى جانب الأرباح التي يمكن أن تحققها الشركة التونسية للسكك الحديدية والتي تقارب 1.5 مليون دينار يوميا أي ما يقدر بحوالي 40 بالمائة من جملة مداخيل الشركة.

نقل الفسفاط... قاطرات متهالكة

وتراجعت كمية الفسفاط المنقولة بواسطة القاطرات، وفق آخر المعطيات الرسمية، من 7.3 مليون طن سنة 2010 إلى 3 مليون طن سنة 2019، فيما ارتفعت الكميات المنقولة عبر الشاحنات من 240 ألف طن سنة 2010 إلى 1.4 مليون طن سنة 2019، ولكن ظلت كمية بحجم 3 مليون طن من فسفاط الحوض المنجمي دون نقل ما أدى إلى انخفاض كبير في إنتاجية الشركة.

ولا تتحمل السكة الحديدية بين قفصة وقابس أكثر من 5 قطارات في اليوم، وهي تتكفل بنقل مليون طن في السنة فيما لا تزال الخط الحديدي عدد15 الرابط بين الرديف والمتلوي على مستوى جبل ثالجة مقطوعا منذ فيضانات 2017.

ولمواجهة أزمة النقل، أبرمت تونس سنة 2016 صفقة لشراء 20 قاطرة من مزود أمريكي، وأعلنت وزارة النقل انذاك أنّ هذه الصفقة ستمكن من نقل الفسفاط باستعمال السكك الحديدية بشكل كلي. وقد تسلمت الشركة الوطنية للسكك الحديدية 10 قاطرات من المصنع الأمريكي الكترو موتيف ديزل كدفعة أولى.

ودعا الخبير في المجال الطاقي إلى ضرورة التسريع باصلاح 7 قاطرات معطبة وحوالي 400 عربة مخصصة لنقل الفسفاط لتصل الشركة إلى مرحلة الذروة ويتم استغلال حوالي 800 قاطرة أي ما يعادل 10 قطارات يوميا بين الخطين 13 و21 في انتظار عودة الخط عدد 15 الذي توقف منذ 2017 بسبب الفيضانات في قفصة.

خسائر طائلة

منذ سنة 2011 يعاني قطاع الفسفاط بقفصة من تراجع في مؤشرات الإنتاج والوسق على وجه الخصوص جرّاء الاضطرابات الاجتماعية واحتجاجات طالبي الشغل بالجهة، إذ لم يتجاوز معدّل الإنتاج السنوي لشركة فسفاط قفصة من الفسفاط التجاري خلال الفترة الممتدة من 2011 إلى 2020 نحو 3 مليون طن مقابل إنتاج بلغ 8.3 مليون طن سنة 2010 لوحدها. هذا التراجع في الإنتاج والمبيعات تسبب في تكبد شركة فسفاط قفصة خسائر قدرت خلال الفترة الممتدة بين 2011 و2019 بـ603 ملايين دينار.

ويشدد الخبير في المجال الطاقي علي الحفيان أن اصلاح شركة فسفاط قفصة وامكانية انتعاشة قطاع الفسفاط تبقى واردة شريطة توفّر مناخ اجتماعي سليم في الحوض المنجمي ينهي الاحتجاجات والاعتصامات واغلاق مسار خطوط نقل الفسفاط فضلا عن عودة العمل بكل المغاسل، كما دعا إلى التسريع باستغلال منجم "أم الخشب" بقفصة والذي تقدر طاقة انتاجه بحوالي 2.5 مليون طن في العام.

ويضيف بأن من أبرز مشاكل شركة فسفاط قفصة هو ارتفاع عدد عمالها من غير المختصين والإطارات العليا مؤكدا في هذا الخصوص إلى ضرورة فصل عمال البيئة عن شركة فسفاط قفصة والذين يقدر عددهم بحوالي 10 الاف عامل وذلك لإصلاح التوازنات المالية للشركة.

وقد قامت الدولة منذ 2011 بفتح باب الانتدابات في شركة فسفاط قفصة على مصراعيه لامتصاص الاحتقان الاجتماعي في الحوض المنجمي ما أدى لارتفاع عدد عمالها من قرابة 9 آلاف عام 2010 إلى حوالي 30 ألف حاليًا. 

غريب ان تونس تستورد الفسفاط

والتجأت تونس في العام الفارط الى توريد كميات من الفسفاط لأجل تغطية الطلب المحلي نظرا لتوقف نقل الفسفاط من الحوض المنجمي الى المجمع الكيميائي التونسي وامام هذا التواضع في النتائج المسجلة الى حد الان فان الالتجاء الى التوريد ربما سيكون أيضا ضرورة وليس خيارا، وقد صادق مجلس نواب الشعب خلال جوان القادم على طلب قرض من البنك الاسلامي للتنمية لتمويل استيراد المواد الأولية لفائدة المجمع الكيميائي التونسي.

ورغم كل المصاعب أكد الحفيان أن امكانية استرجاع شركة فسفاط قفصة لأسواقها العالمية السابقة التي خسرتها تونس سابقا أن ذلك يبقى رهين عودة الانتاج لسابق عهده عبر توفير ما يقارب 2.5 مليون طن من الحامض الفسفوري والأسمدة الكيميائية ذلك أن هناك طلبا عالميا كبيرا على هذه المواد نظرا لأهميتها في الزراعة الحديثة.

حسام الطريقي

 

 

تم النشر في 12/08/2021