كشفت سعاد بن ناجي كاهية مديرة إحصائيات الاستهلاك بالمعهد الوطني للإحصاء انه سيتم خلال شهر أكتوبر القادم عرض النتائج الأولية للمسح الوطني حول الاتفاق والاستهلاك ومستوى عيش الاسر التونسية.
وقالت في حوار مع موقع "البورصة عربي" ان هذا المسح هو الحادي عشر من نوعه ويتم إنجازه كل خمس ويتم من خلال هذا المسح جمع بيانات اقتصادية واجتماعية وديمغرافية تتضمن الخصائص العامة للسكان والمساكن والأسر، إضافة إلى بيانات اقتصادية تتناول مختلف السلع الاستهلاكية والخدمات المستهلكة من قبل الأفراد والأسر بالإضافة إلى تحديد قيمتها.
ويتضمن المسح وفق المتحدثة 3 محاور اذ يهم الاول محور الانفاق الاسري والثاني وهو محور جديد تم ادراجه في مسح 2021 وهو محور التداين الاسري اما المحور الثالث فيهم الانتفاع بالخدمات الجماعية (ظروف عيش الاسر الانتفاع بالتغطية الصحية والتعليم (من حيث النفاذ الى هذه الخدمات)
وبينت ان هذا المسح يهدف الى متابعة الانفاق الاسري من حيث هيكلة الانفاق ومتابعة متوسط الانفاق السنوي الفردي مشيرة الى ان المسح يتم إنجازه كل خمس سنوات لأنه انطلاقا من الفرضية التي ترى ان السلوك الاستهلاكي الاسري لا يتغير سنويا وانما إثر عدد من السنوات.
كما اعتبرت ان هذا المسح مكلف اذ تقدر كلفة إنجازه بحوالي 7 ملايين دينار إضافة الى ان منهجية إنجازه صعبة نسبيا اذ يمتد العمل الميداني على عام كامل من خلال تقسيم العينة على 12 شهرا من خلال متابعة النمط الاستهلاكي للأسر لمدة سنة كاملة والاخذ بعين الاعتبار التغيرات الموسمية في الاستهلاك.
وتبلغ العينة التمثيلية الجملية للمسح 21600 اسرة تونسية مختلفة التركيبة (من شخصين الى أكثر) وكذلك تمت مراعاة الوضعية الاجتماعية (فقيرة متواضعة ميسورة الحال).
تحديد التداين الاسري
واشارت سعاد بنناجي الى ان المسح انطلق فعليا في 13 مارس 2021 وانتهت الاعمال الميدانية على مستوى جمع البيانات في 8 مارس 2022 وفي مرحلة موالية تمت معالجة المعطيات وحاليا يتم استغلال البيانات، في انتظار عرض النتائج الأولية في الشهر القادم على الراي العام التونسي.
وعن أسباب ادراج محور جديد في المسح وهو التداين الاسري والانفاق اوضحت المتحدثة انه تم اختيار هذا المحور الجديد من أجل اخذ فكرة عن مستوى ومصاريف الاسرة التونسية في ظل غياب اية معلومات دقيقة عن درجة التداين ودخل الاسر في تونس وارتأينا كتجربة أولى ادراج محور دخل الاسر.
النتائج المرتقبة
وبخصوص النتائج المنتظرة من هذا المسح اكدت بنناجي انه سيتم التعرف على مستوى إنفاق الاسر التونسية من حيث توزيع ميزانيتها وتقسيمها عبر 12 باب إنفاق (منها التغذية والمسكن والصحة والنظافة والنقل والعطل والسفر والترفيه) وكم يخصص التونسي من موارد مالية للإنفاق على مختلف هذه الأبواب.
كما ستسمح نتائج المسح في مرحلة موالية من التعرف على خصائص الاسر الفقيرة بالإفصاح عن نسبة الفقر في تونس الى جانب التعرف على خصائص الاسر الفقيرة (حسب المستوى التعليمي لرئيس الاسرة وحسب جنس رئيس الاسرة ...)
وستتيح نتائج المسح أيضا التطرق الى خصائص الخدمات الجماعية ومستوى التعليم للتونسي وأنواع التعليم (عام او خاص) والنقل والمدة الزمنية والبعد عن المسكن علاوة على التعرف على عدد التونسيين الذين لا يتمتعون بالتغطية الصحية.
الكورونا حاضرة في نتائج المسح
ومن جهة أخرى أفادت سعاد بنناجي انه كان من المفروض ان ينجز المسح في سنة 2020 ولكن بسبب جائحة فيروس كورونا تم ارجاء اجراء المسح الى سنة 2021. وكشفت في هذا الصدد أنّه يجب الأخذ بعين الاعتبار عند مقارنة نتائج مسح 2015 ومسح 2021 أن سنة المسح كانت استثنائية حيث تخلّلها عدة أزمات لجائحة كورونا 19 .
وردا على سؤال عدم تزامن انجاز هذا المسح مع اعداد المخطط التنموي 2023/2025 قالت المسؤولة ان العادة جرت انجاز المسح قبل اعداد المخططات التنموية ولكن بسبب تداعيات جائجة كورونا تم استثنائيا اجراؤه في الفترة السالفة الذكر سابقا (مارس 2021)
متابعة حكومية
يشار الى ان رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان أشرفت في الأسبوع الماضي بقصر الحكومة بالقصبة، على جلسة عمل حضرها كل من السيدات والسادة وزراء المالية والاقتصاد والتخطيط والصناعة والمناجم والطاقة والفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والتجارة وتنمية الصادرات والمدير العام للمعهد الوطني للإحصاء إلى جانب ثلة من الإطارات.
وأكدت رئيسة الحكومة على أهمية النتائج المنتظرة من المسح الوطني فيما يتعلق بالإحصائيات المتعلقة بمستوى عيش المواطن بخصوص تطور نسبة الفقر ومتوسط الانفاق ومعدل الاستهلاك السنوي للفرد حسب المواد والصنف المهني والاجتماعي والوسط الجغرافي بالإضافة الى مكونات سلة المؤشر العام للأسعار عند الاستهلاك.
وتم التأكيد أنّ نتائج المسح الوطني الخماسي المتعلق بالإنفاق والاستهلاك ومستوى عيش الأسر لسنة 2022 قد تأثرت بتداعيات جائحة كوفيد 19 على مستوى نوعية وطبيعة المواد المستهلكة ووزنها في الإنفاق الأسري.
مهدي الزغلامي
تم النشر في 28/09/2022
