version française ilboursa

أزمة الزيت النباتي المدعم : تهاون كبير و لا مبالاة من المسؤولين

بعد انتعاشة قصيرة عرفها تزويد الزيت المدعم أواخر شهر جويلية، شهدت هذه المادة انقطاعا جديدا في السوق وهو ما حدا بالغرفة الوطنية لمعلّبي الزيوت الغذائية إلى اطلاق نداء استغاثة للسلط المعنية للتسريع بتوريد المادة لتصنيع الزيت المدعم. وكان لـ"البورصة عربي" اتصال بمصدر من الديوان الوطني للزيت فضل عدم الكشف عن هويته وأكد أن الديوان بمعية وزارة التجارة يعمل على استيراد كميات من الزيت الغذائي ستصل في الساعات القادمة نافيا ما يشاع حول تواصل انقطاع هذه المادة لأكثر من شهر.

من جهته جدد رئيس الغرفة الوطنية لمعلّبي الزيوت الغذائية مختار بن عاشور تاكيده بأن تزويد الزيت النباتي المدعّم يشهد انقطاعا متكررا فاق الـ5 انقطاعات هذه السنة مضيفا أن انقطاع الزيت هذه المرة يمكن أن يتواصل لمدة شهر أو أكثر.

وأضاف بن عاشور في تصريح لـ"البورصة عربي" أنه حسب مناقصات ديوان الزيت فإن اول كمية من الزيت الغذائي ستصل لتونس في آخر أوت ولن يتم توزيعها في الأسواق إلا بعد 15 يوما وهو ما يعني شهرا كاملا، وأشار إلى أن الكمية التي سيقع استرادها لا تتجاوز 6 آلاف طن أي ما يكفي لمدة عشرة أيام فقط واستغرب محدثنا لامبالاة وزارة التجارة وديوان الزيت رغم كل المراسلات التي ارسلتها الغرفة الوطنية لمعلبي الزيت الغذائي والمصادقة على ميزانية دعم هذه المادة في قانون المالية، نافيا أيّة مسؤولية لمصانع تعليب الزيت المدعّم في هذه الانقطاعات المتكررة أو الاتهامات التي تطالهم باحتكار هذه المادة أو التلاعب بقوت المواطنين.

وشدد مختار بن عاشور على ضرورة التدخل وايقاف ما اعتبره تهاون المسؤوليين عن هذا الملف وتحديد المسؤوليات والاسراع بتوفير الزيت المدعم بالنظر لأهميته القصوى بالنسبة للتونسيين ذات الدخل المحدود وتاثرها على معامل التعليب المهددة بالافلاس وبالبطالة الاجبارية لعمالها الذين لا يعملون سوى 15 يوما في الشهر.

واعتبر رئيس الغرفة الوطنية لمعلّبي الزيوت الغذائية أن هذه الانقطاعات المتكررة للزيت المدعم تعد عملية ممنهجة بهدف رفع الدعم عن هذه المادة، داعيا السلط المسؤولة إلى الاعتراف بسعيها نحو رفع الدعم والعمل فعليا على ايجاد حلول بديلة للمواطن وأضاف أنه من غير المعقول أن يصل سعر اللتر الواحد من الزيت المدعم إلى مستويات قياسية في الوقت الذي تم تسعيره بـ900 مليم وهو ما يؤثر بصفة ملحوظة على المقدرة الشرائية للتونسيين ويهدد قوتهم خاصة بالنظر لأهمية هذه المادة، كما أردف محدثنا بأن هناك سعيا لافلاس مصانع التعليب حتى يصبح انقطاع الزيت أمرا عاديا ولا يطالب التونسي بهذا الزيت المدعم.

حسام الطريقي

تم النشر في 20/08/2021