version française ilboursa

39.000 مهندس و 3.300 طبيب تونسي غادروا البلاد في الخمس سنوات الاخيرة

كشف المسح الوطني حول الهجرة الذي انجزه المعهد الوطني للإحصاء اان 39.000 مهندس و 3.300 طبيب تونسي غادروا البلاد في الخمس سنوات الاخيرة وان مليون و 500 الف تونسي لديهم الرغبة في مغادرة البلاد وشمل المسح الوطني للهجرة، الأول من نوعه في تونس، ثلاث فئات من المهاجرين وهم، غير المهاجر وهو المواطن التونسي الذي لم يسبق له الهجرة إلى الخارج، والمهاجر التونسي الحالي، والمهاجر العائد من الخارج إلى تونس، والأجانب المقيمين في تونس.

ويهدف هذا المسح أساسا إلى توفير قاعدة بيانات ومؤشرات من شأنها دعم نظام المعلومات في مجال الهجرة للمساعدة على فهم طبيعة الهجرة الدولية وخصائص المهاجرين وأسباب الهجرة ودوافعها. و يمثل المسح خطوة هامة لمعرفة ملامح المهاجرين وتحديد رؤية ملموسة عن الخصائص المختلفة للمهاجرين.

كما أن الهدف من المسح الذي انطلقت أشغاله الميدانية في جويلية 2020 هو إرساء حوكمة وسياسات عمومية أكثر نجاعة في مجال الهجرة، حاثة صناع القرار على الاستئناس بنتائجه حتى لا يبقى حبرا على ورق. وحول أبرز النتائج التي كشفها المسح فان حوالي 20 بالمائة من فئة غير المهاجرين، أي التونسيين الذي تتجاوز أعمارهم 15 سنة ولم يغادروا تراب البلاد، لديهم نية للرحيل من تونس، اي ان هذه النسبة تمثل عدديا 1 مليون و700 ألف تونسي.

وشرع، خلال إنجاز المسح، 14 بالمائة من التونسيين الذين ينوون مغادرة تراب البلاد، في القيام بخطوات فعلية للبحث عن طرق للهجرة سواء عبر البحث عن الحصول على تأشيرة أو تعلم اللغات أو البحث في الإنترنت، للاقامة بالخارج وأساسا أوروبا بحكم علاقاتهم العائلية أو أصدقائهم بالدول الأوربية. وأكد المسح أن النسبة الكبيرة من التونسيين الذين لديهم نية للخروج من تراب البلاد هو من الشباب ممن يتراوح سنهم بين 15 و24 عاما.

ومن جانب اخر اطهر المسح ان عدد المهاجرين الحاليين يقدر بحوالي 566 ألف شخص، وهم التونسيون البالغون أكثر من 15 عاما والذين كانوا يقيميون في تونس وتحولوا للاقامة حاليا بالخارج وما زالت لديهم علاقات وأواصر قوية بتونس ويمثلون جزءا من جميع التونسيين المقيمين بالخارج. وافصح المسح الوطني حول الهجرة إن ثلاثة أرباع المهاجرين الحاليين يقيمون بدول أوروبية وأساسا فرنسا وإيطاليا وألمانيا.

أما عن مكان إقامتهم الأصلية بتونس فيتمركز ثلاثة أرباعهم بإقليم الشمال الشرقي وتونس الكبرى والوسط الشرقي، أي بالمناطق الساحلية أساسا. وقد غادر نصف المهاجرين الحاليين تقريبا من أجل البحث عن عمل وتحسين دخلهم، في حين كان التجمع الأسري السباب الرئيسي لمغادرة ثلثي المهاجرات. وحول هجرة أصحاب الشهائد العليا ابرز المسح الوطني للهجرة إن هجرة ذوي المستوى التعليمي العالي قد عرفت تسارعا في نسقها خلال السنوات الأخيرة، حيث غادر 39 ألف مهندس و3300 طبيب البلاد بين 2015 و2020 من أجل فرص عمل بالخارج.

وتتمثل أهم القطاعات المشغلة للمهاجرين الحاليين في قطاع البناء والايواء والمطاعم والتجارة ثم يأتي بعد ذلك قطاع الصناعة التحويلية والفلاحة والصيد البحري.

وفي ما يخص الاستثمارات بتونس بالنسبة للمهاجرين التونسيين الحاليين الذين يمثلون جزءا من التونسيين المقيمين بالخارج، فقد صرح واحد على عشرة مهاجرين حاليين أنه قام باستثمار في تونس. وتتعلق هذه الاستثمارات أساسا في العقارات والفلاحة والتجارة، إلا أن تنفيذ هذه المشاريع واجه عديد الصعوبات في تونس، حسب تصريح المهاجرين، بسبب الإجراءات الإدارية المعقدة، والفساد والمحسوبية.

أما بخصوص المهاجرين العائدين، وهم المهاجرون التونسيون الذي قضوا سابقا لفترة تزيد عن ثلاثة أشهر بالخارج ثم عادوا إلى تونس، فقد بلغ عددهم حسب هذا المسح 221 ألف شخص (176 ألف من الرجال و35 ألف من النساء). وقد استقر المهاجرون العائدون، وأغلبهم من الذكور رغم تطور نسبة المهاجرات في السنوات الأخيرة، بثلاثة أقاليم وهي تونس الكبرى والوسط الشرقي والجنوب الشرقي، أي بالشريط الساحلي أساسا.

وحول أسباب العودة إلى تونس قالت كشف المسح الوطني للهجرة إن هناك مهاجر على اثنين صرّح أنه عاد من تلقاء نفسه لأسباب عائلية كالزواج، وتجميع العائلة، أو دراسة الأبناء، أو لبلوغ سن التقاعد. بينما صرح البقية أن عودتهم إلى تونس لم تكن إرادية وإنما فرضتها الظروف في بلدان المهجر أو لنهاية العلاقة التعاقدية أو إثر عملية ترحيل.

مهدي الزغلامي

تم النشر في 08/12/2021