كشف النوري الحيزاوي رئيس دائرة دراسات الطلب على الكهرباء بالشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) ان حسب اخر استبيان تم إنجازه في سنة 2019 فان حوالي 34 بالمائة من مكيفات التبريد في تونس غير مطابقة للمواصفات و لا تحترم التأشير الطاقي وانها متأتية بالأساس من القطاع النوازي والتهريب من دول الجوار.
واكد في حوار مع "البورصة عربي" ان الاشكال مرتبط بالتهريب والمسالك الموازية وتوريدها من دول الجوار وان سعرها زهيد و تلق الاقبال عليها وان المواطن لا يفكر لاحقا في فاتورة الكهرباء ما يجعله يتذمر من ارتفاع قيمة الفاتورة اثر انتهاء الصيف وهو يجهل ان السبب في ذلك هو المكيف وخاصة المكيفات غير مقتصدة للطاقة.
وأضاف من جانب اخر ان الاداءات الموظفة على توريد المكيفات من الشركات المنظمة تبدو عالية وتصل الى نحو 71 بالمائة ما يجعل أسعار العلامات الهامة باهظة الثمن. وشدد على ان المكيف بحكم التغيرات المناخية المتواترة فان اللجوء اليه اضحى ضرورة بفعل تواصل تسجيل مستويات عالية من الحرارة في العديد من فترات السنة وخاصة في فصل الصيف وجزء من فصل الخريف (شهر سبتمبر).
مزيد تشديد المراقبة
أبرز المتحدث ان إرساء التأشير الطاقي انطلق منذ سنة 2003 ولم يخص فقط المكيفات بل شمل الثلاجات وعدد من الأجهزة الكهرومنزلية من ضمنهم مكيفات التبريد.
واقر بعدم تركيز اليات المراقبة الضرورية لاحترام التأشير الطاقي ومراقبة مسالك التوزيع القانونية وغير القانونية لوقف توريد مكيفات التبريد التي لا تحترم المواصفات المعمول بها في تونس على الرغم من ان هناك مخبر في المركز الفني للصناعات الميكانيكية والكهربائية مخول له القيام بالمراقبة الفنية للمكيفات ومدى احترامها لمعايير الاقتصاد في الطاقة والتأشير الطاقي.
يشار الى ان جل العلامات التجارية لمكيفات التبريد في تونس لا تحمل تقريبا علامات التأشير الطاقي فضلا عن تواجد علامات "ملتهمة "للطاقة يتم إدخالها عبر التهريب والمسالك الموازية وان ثمنها زهيد ما يجعل الاقبال عليها كبير من التونسيين من دون إدراك تداعيات ذلك على فاتورة استهلاك الكهرباء فيما بعد.
نمو كبير في الاقبال على مكيفات التبريد
وحسب الدراسات المنجزة من طرف الستاغ فان عدد مكيفات التبريد في تونس وصل الى حوالي 1 مليون و900 ألف مكيف منزلي في سنة 2021 وهو ما يمثل 86 بالمائة من مجموع المكيفات المستعملة في الجهد المنخفض (مليونين و193 اف مكيف) مقابل مليونين و71 ألف مكيف الى حدود سنة 2020.
وتشهد تونس في السنوات الاخيرة تزايدا لافتا لأعداد مكيفات تبريد الهواء المركزة في الشقق والمنازل الى درجة انه بعض المنازل بها اثنان او ثلاثة مكيفات. ويؤكد الحيزاوي ان معدل تواجد مكيفات التبريد وصل الى 1.3 مكيف في كل منزل وفق دراسات الشركة.
50 بالمائة من التونسيين يمتلكون مكيفات تبريد
وقال المسؤول ان نسبة امتلاك التونسيين للمكيفات أي حرفاء الستاغ (4 ملايين و200 ألف حريف) تطورت من 15 بالمائة سنة 2009 الى نحو 50 بالمائة حاليا مضيفا ان الذروة المسجلة في هذه الصائفة بلغت 4472 ميغاواط منها 44 بالمائة متأتية من التكييف.
ولاحظ انه تم تسجيل ارتفاع في الذروة الطلب على الكهرباء في صائفة 2021 بنسبة 11 بالمائة بالمقابل مع السنة الفارطة. ولمجابهة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية جراء ظاهرة التكييف كشف المتحدث ان الستاغ خصصت خلال الصائفة الاخيرة ما يعادل أربع محطات كهربائية لتلبية الحاجيات المتزايدة من استعمال المواطنين لمكيفات التبريد.
وحسب البحوث والدراسات التي تقوم بها الشركة فان عدد مكيفات تبريدالهواء في تونس يصل الى حوالي 1 مليون و900 ألف مكيف منزلي الى سنة 2021 وهو ما يمثل 86 بالمائة من مجموع المكيفات المستعملة في الجهد المنخفض (مليونين و193 اف مكيف) مقابل مليونين و71 ألف مكيف الى حدود سنة 2020.
ذروة قياسية في الطلب على الكهرباء
وعن موجة الحر الاستثنائية التي مرت بها تونس في صائفة 2021 وكيفية مجابهتها من الستاغ أكد النوري الحيزاوي ان الذروة القياسية المسجلة في الصائفة الفارطة وصلت الى 4472 ميغاواط يوم الأربعاء 11 اوت على الساعة الرابعة بعد الزوال جراء الارتفاع المتواصل للحرارة وخاصة الاستعمال المكثف لمكيفات الهواء.
وعما إذا شرعت ظاهرة الارتفاع الكبير في استعمال مكيفات التبريد في ارباك مخططات الستاغ، اقر المسؤول بهذه المسالة مبرزا انه تم بناء محطات كهربائية جديدة والاستثمار بملايين الدينارات للاستجابة الى الطلب المتزايد على الكهرباء جراء المكيفات.
ولاحظ ان التقديرات الاولية لبلوغ الذروة في الصائفة الماضية كان في حدود 4220 ميغاواط ولكن مع الحرارة الشديدة والمرتفعة تم تجاوز التقديرات بما يعادل 250 ميغاواط إضافية.
وبين ان درجات الحرارة المرتفعة المسجلة خاصة في شهر اوت تجاوزت التوقعات كاشفا انه تم تسجيل خلال حوالي شهر كامل حرارة مرتفعة بصفة مستمرة لم تنزل عن مستوى 39 درجة.
الاخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية
وردا على سؤال بخصوص اخذ الستاغ بعين الاعتبار التغيرات المناخية في علاقة بالارتفاع المتزايد لحرارة الطقس ونمو الطلب على التكييف، افاد المتحدث انه يتم اعداد انموذج توقعات للذروة يرتكز على المناخ وخاصة الذروة المسجلة في السنوات الأخيرة وارتباطها بارتفاع الحرارة والطلب المتنامي على التكييف.
ولفت الى ان انجاز التوقعات المستقبلية سيكون مرتبط بالاستثمارات التي ستنجزها الشركة في السنوات المقبلة مشددا على ان الستاغ أضحت تستثمر في الرفاه للتونسيين من خلال حسن الاستجابة الى الطلبات المتزايدة على التكييف في ظل التغيرات المناخية المتواصلة.
ويبلغ معدل الاستثمار في المحطة الكهربائية ذات الدورة المزدوجة في حدود (1000) ألف ي بقية أشهر السنة بمعدل لا يتعدى 50 بالمائة من طاقتها.
عمر العودي
تم النشر في 20/09/2021