إن علاقة التونسي بالخبز بمختلف أنواعه هي علاقة مميزة إذ لا يمكنه الاستغناء عن هذه المادة التي تكاد تكون حاضرة في كل مأكولاته.
ما يمكن التأكيد عليه أن التونسي ومهما تغيرت الأزمنة لا يمكنه الاستغناء عن الخبز لذي أضحى مكونا محوريا في عاداته الغذائية من شمال البلاد إلى جنوبها. أكثر من ذلك فإن صندوق الدعم قائم في جانب منه على دعم الحبوب ومشتقاتها وأهمها دعم الخبز إذ أن الدولة تخصص سنويا عشرات ملايين الدينارات لدعم هذه المادة.
وفي دراسة أعدها المعهد الوطني للاستهلاك تحتل تونس المراتب الأولى عالميا في استهلاك الحبوب بنحو 180 كلغ للفرد في السنة مقابل معدل عالمي في هاته المادة بحوالي 123 كغ للفرد في السنة.
و يتم يوميا تصنيع حوالي 5 مليون خبزة في تونس (باقات وخبز كبير)، يتم صنعها بـ600 ألف طن من الفارينة، أي بمعدل 50 ألف طن فارينة في الشهر.
و تنفق الدولة حوالي 35 مليون دينار سنويا على الخبز أي بمعدل 200 دينار للأسرة الواحدة. وخلال شهر رمضان، ورغم تراجع عدد الوجبات، فإن المستهلك التونسي يزداد استهلاكه للخبز بـنسبة 135 بالمائة .
وأظهر المعهد أن كيس الخبز القديم بـ50 كلغ تباع بين 7 إلى 9 دينارات لمربي المواشي المختصين في التسمين، وتستورد الدولة 80 بالمائة من حاجياتها من القمح اللين، أي أن 4 باقات من 5 مستوردة. وتمثل واردات الحبوب لوحدها 51 بالمائة من وارداتنا الغذائية.
تموقع كبير في منظومة الدعم
ويكلف توريد الحبوب البلاد سنويا حوالي 1.300 مليون دينار، إذ تورد البلاد سنويا (قمح لين وقمح صلب 10 ملايين قنطار)، إلى جانب أن الخبز هو من المواد المدعمة: خبز كبير كلفته الحقيقية 430 مليم ويباع للعموم بـ230 مليم/ والباقات تتكلف بـ272 مليم وتباع بـ190 مليم (82 مليم دعم).
وحسب آخر الإحصائيات للمعهد الوطني للإحصاء، في تقييم لمنظومة الدعم، فإن دعم الخبز الكبير يساهم في تقليص الفقر بـ1.2 بالمائة. وستبلغ نفقات الدعم على المواد الأساسية في تونس هاته السنة حوالي 2400 مليون دينار مقابل 1800 م د مرسمة في 2020، منها 1804 مليون دينار للحبوب و مشتقاتها فقط (447 مليون دينار سنة 2007 مما يعكس تطور الأسعار على المستوى العالمي مقابل تراجع الإنتاج الوطني).
وإجمالا يستفيد كل مواطن من 33 دينار سنويا من الدعم في مستوى الخبز فقط، من جملة 84 دينار سنويا للفرد دعم في جملة المواد الغذائية (زيت، طماطم، سكر،....)
وأفضى تجميد أسعار بيع الخبز مقابل ارتفاع تكاليف الإنتاج (أجور، طاقة...) إلى ارتفاع الفارق بين كلفة الصنع ومردود البيع، مما أفضى إلى تغطية الانعكاس عبر التخفيض في أسعار بيع الفارينة.
قيمة غذائية
بالنسبة إلى القيمة الغذائية فإن الخبز غذاء تقليدي متنوع تكمن قيمته الغذائية في كونه يصنع من دقيق الحبوب و الطحن الجيد للحبوب يفقدها جزءا هاما من الألياف و الفيتامينات و الأملاح المعدنية و لذلك فإن القيمة الغذائية للخبز الأسمر تفوق سائر أنواع الخبز الأخرى و ذلك لاحتوائه على الردة الغنية بالبروتين و المركبات الدقيقة. ويساهم الخبز بحوالي 20 بالمائة من حاجياتنا الغذائية (apport calorique)، أي حوالي 370 حريرة.
مهدي
تم النشر في 10/03/2021
